} غونتر غراس الفائز بجائزة نوبل للآداب 1999، كاتب متعدد المواهب: روائي، شاعر، فنان تشكيلي، نحات، وكاتب مسرحي. وإن عرف كروائي أكثر ما عرف فهو شاعر أيضاً وقد استهل حياته الادبية بالشعر وما برح يكتبه من حين الى آخر وقد أصدر ثلاث مجموعات شعرية. يرى غراس أن على الفن أن يمتزج باللعب، وعلى الفنان أن ينتظم في حياته لكن يصير لعوباً ولكن في الفن فقط. تصور هذه القصائد عالم الفنتازيا والتشيؤ والفكاهة، وهو يرى أنها بديل للفن الوعظي. لا شيء يمكنه أن يصير مقدساً ومرتفعاً عن اللعب به. ولعل فتنة غراس أنه يشعرنا باستجاباته الفطرية الحساسة على الفور. فهو يقبل العالم على علاته لكنه يسعى الى بث التوتر في الحياة اليومية دائما. يحدد غراس رؤاه الأساسية في ما بين البراءة والخبرة، الحرية والأسر، الطاقة الحيوية والقصور الذاتي. الشعر هنا هاجس من الجمال الأليف، انفتاح على خطر التوتر، ورموز تحمل الذات إلى المتخيل. أو، كما قال: "من يلعب ها هنا، من يلعب بالرمال؟ / من يلعب ها هنا، يقتاد نحو جدار، / فسدت يداه من اللعب واحترقتا". هنا مختارات من شعر غونتر غراس تعبّر عن جوّه الفانتازي ولغته الشعرية. حب هكذا يكون: جماع غير ممهور.. غرام قليل دائما. وقرابة محلولة. هو أن تكد وراء الأفق. أن تدفع أوراق الشجر الملقاة بحذائك وفي بالك أن تدعكها بقدمك عارية. أن تخلي القلوب وأن تؤجرها، أو تكون في غرفة ذات مرآة ودش، في عربة أجرة، مقدمها في موازاة القمر، حيثما تقف البراءة وهي تشعل برنامجها، الكلمة في رجعها الاصطناعي مختلفة وجديدة كل آن. اليوم، أمام شباك تذاكر لم ينفتح بعد، يد مع أخرى تنهمكان. عجوز بائس ومسنة أنيقة. الفيلم يعد بالحب. لا تستدر لا تدخل الغابة في الغابة غابة. من يمش في الغابة باحثا عن شجر لن يفتشوا عنه في النهاية في الغابة. لا تخف الخوف يشم الخوف. ومن يشم الخوف يعبق برائحة الأبطال الذين يفوحون بالأبطال. لا تسكر من البحر البحر يتذوق مزيدا من البحر. من يجرع البحر يشعر تدريجا بالعطش ولكن إلى المحيطات. لا تشيد بيتا وإلا سوف تلبث في البيت. من يلتزم البيت ينتظر آخر الطالبين كي يفتح الباب. لا تحرر رسالة إن الأرشيف يباهي برسائلك التي حررت. من يكتب رسالة يضاف اسمه إلى ورق اللعب التالي لوفاة صاحبه. جمال خاطئ هادئ هذا، وذاك، إشارة الطريق مانعة، أسنانها اصطكت ببعض، فأبهجتني. إن حراشف هذا الخروف، ذات مذاق طيب، على رغم شحومتها الآن والبرودة. الحياة، أعني الفترة من أمس حتى صباح الاثنين، مرحة، أيضا: أهش لطبق الجزر البري، يذكرني قرنفله بخنازير غينيا، فتهدد الفرحة أن تغمر مائدتي. بينما فكرة فكرة الأنواع ترتقي بدون تخمر، وأنا سعيد لأن ذلك خاطئ وجميل. نار طليقة بيت فارغ خلفي، تيقنت أن الجوارب جفت، وفي الخارج، عواصف رعد أليفة تجهد نفسها. بأفكار لا ترشح ألتهب في حماسة غريبة، ثم إلى رماد أخيرا، لأن جانب الدفء هو الصحيح. ملذات وأحاديث بديعة في غابة خائفة مستثارة من السهل أن أقتنع. يأكل بهدوء، حتى ... أغلق رجاءً، أغلق الباب. بداخله، كل شيء حقيقة. المدافئ مسكونة من قبل وكانت مجردة بالأمس. غدا، تركع، فدخان بارد سوف يعلق. شؤون عائلية في متحفنا - نذهب هناك في الآحاد - قد فتحوا قسما جديدا. أطفالنا بالإجهاض، ضعفاء، أجنة خطرة، بأنابيق الزجاج الملساء قاعدون في قلق على غد آبائهم. "الاستاد"، ليلا بطيئا ارتفعت كرة القدم للسماء. ورأى أحدهم المدرجات تحتشد للحين. وقف الشاعر بمفرده على المرمى لكن الحكَم يصفر: "أوف سايد". إعاقة العنف عن الحيوان البيانو إلى حديقة الحيوان. أدخل الحمار المخطط بسرعة إلى أحسن غرفة. وكن لطيفا معه. فهو يجيء من "بيتين"، علفه اللحن المصاحب وآذاننا تنلذذ. غارة مخفقة الأربعاء، علم الجميع كم عدد الدرجات قبل أن يرن الجرس، الباب الثاني إلى اليسار. حطموا صندوق النذور. لكن اليوم كان الأحد والدفع في الكنيسة. سعادة باص خاو يندفع على ليل تزينه النجوم. ربما السائق يغني فيسعده الغناء. نورماندي على الشط قلاع صغيرة لا تتخلص من صلابتها. وأحيانا يصل جنرال يُحتَضر فيقدح فتحة الزناد. أويهل سياح لقضاء خمس دقائق معذبة - رياح، رمال، ورق وبول: الغزو مستمر. إلى كل بستاني لماذا تخبرني ألا آكل اللحم؟ أتيت لي الآن بأزهار، جهزت أزهار "الأستو" كأن مذاق بقايا الخريف لا يكفي. خلّ القرنفل بالبستان. ماذا، اللوز لاذع، وعاء الغاز سميته الكعكة - لأطلب الحليب. تقول: خضراوات - وتبيعني الورد بالكيلو. صحيّ، تقول، وأنت تقصد الخزامى. هل ينبغي أن آكل السم مخلوطا ببعض الملح تربطه باقات صغيرة؟ هل ينبغي أن أموت بزنبق الوادي؟ والزنبق على قبري - مَن سيحميني من النباتيين؟ دعني آكل اللحم. دعني مع العظم. خلّ العظم يفقد عفته ويبين عن عريه. فقط، لدى نهوضي عن الصحن أتجشأ عاليا كالثور، افتح بساتينك لي عندئذ لأبتاع أزهارا - فإني أحب رؤيتها تموت. كوكب زحل في هذا البيت الكبير - من الفئران التي تعرف مصارف المياه، وحتى الحمّام ذلك الجاهل - أحيا وأفترض الكثير. عدت متأخرا، فتحت البيت بمفتاحي ولا حظت بينما أتصيد المفتاح أنني في حاجة لمفتاح كي أدخل البيت. كنت جائعا للغاية، فأكلت دجاجة من يدي ولاحظت بينما أطعم الدجاجة أنني أتناول دجاجة نافقة وباردة. ثم انحنيت، أخلع الحذاء ولاحظت بينما أفك حذائي لابد أن تدودب لو أردنا أن نخلع الحذاء. نمت أفقيا، دخنت سيكارة، وفي العتمة بالتأكيد مد شخص يدا مفتوحة لدى نفضي الرماد عن السيكارة. يأتي زحل ليلا وهو يمد راحته إلّي. برمادي ينظف أسنانه، كوكب زحل. وسوف نتسلق برائنه. الترجمة والتقديم: محمد عيد إبراهيم