تبنى مجلس الأمن القرارات التي اتخذها وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال في اجتماعهم الجمعة في لندن في شأن الوضع في كوسوفو، وفرضت جدولاً زمنياً على حكومة بلغراد والبان كوسوفو للتفاوض من اجل ايجاد حل سلمي لأزمة الاقليم. فيما اجتمع وزير الخارجية البريطاني روبن كوك مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش ووجه اليه انذاراً بوجوب قبول قرارات اللجنة. وفي بروكسيل وضع المسؤولون في حلف شمال الاطلسي امس اللمسات النهائية على خطة تدخل عسكرية في حال اخفاق جهود مجموعة الاتصال وواصل الحلف استعداداته لتنفيذ ضربات جوية حشد لها نحو 200 طائرة في قواعد في المنطقة. وأفاد كوك بعد الاجتماع مع ميلوشيفيتش انه انذره "بضرورة التوصل الى تسوية مع الطرف الألباني من خلال التفاوض او مواجهة عواقب وخيمة". وأشار الى ان ميلوشيفيتش "وافق على دراسة الاقتراحات الرامية الى التفاوض والتوصل الى حل سلمي لمشكلة كوسوفو". وبسبب سوء الأحوال الجوية في مطار عاصمة اقليم كوسوفو مدينة بريشتينا انتقل كوك الى العاصمة المقدونية سكوبيا حيث اجتمع فيها مع ابراهيم روغوفا وغيره من زعماء الألبان وأبلغهم رسالة مجموعة الاتصال التي نقلها الى ميلوشيفيتش وتتعلق بالمفاوضات والانذار بعواقب شديدة للطرف الذي يتخلف عنها. وتمنح خطة مجموعة الاتصال الطرفين المتصارعين في كوسوفو مهلة حتى السبت المقبل لبدء مفاوضات في ضاحية رامبوييه القريبة من العاصمة الفرنسية باريس برعاية المجموعة ويتناوب على رئاستها وزيرا الخارجية البريطاني والفرنسي هوبير فيدرين على ان تحقق اتفاقاً في موعد اقصاه ثلاثة اسابيع. وعلى رغم ان بلغراد كانت اعلنت انها لن تشترك في مفاوضات يحضرها ممثلون عن جيش تحرير كوسوفو الا ان نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي فوك دراشكوفيتش افاد امس ان الصرب "مستعدون لبدء مفاوضات مع الألبان شرط ان لا يكون هدفها استقلال الاقليم". يذكر ان قرارات مجموعة الاتصال ومجلس الأمن اكدت على مبدأ الحكم الذاتي لاقليم كوسوفو وعلى وحدة وسيادة أراضي يوغوسلافيا. وأصدر المركز الاعلامي لالبان كوسوفو امس بياناً اكد فيه ان الفئات الألبانية بما فيها جيش تحرير كوسوفو ترحب بالمبادرة الدولية من منطلق "ان الحوار افضل من القتال". وأعرب المركز الألباني عن امله بأن يتم الحوار في شأن الحل الانتقالي "الذي يتطلع الألبان الى ان يعطيهم حق تقرير المصير من خلال استفتاء عام بعد ثلاث سنوات". والى ذلك رحب كبير المفاوضين الألبان فهمي اغاني بالدعوة الى مؤتمر باريس لكنه اوضح ان المفاوضات "ستكون صعبة اذا لم يتوقف العنف الصربي قبل البدء بها". وفي واشنطن عقد كبار مستشاري الرئيس الاميركي بيل كلينتون لشؤون الأمن القومي اجتماعاً بحثوا فيه ازمة اقليم كوسوفو. وقال ناطق باسم الادارة الاميركية انه "جرى استعراض المواجهات بين القوات الصربية وجيش تحرير كوسوفو". وكان كلينتون تلقى رسالة من 21 شخصية اميركية من بينها المرشح الجمهوري السابق للرئاسة بوب دول طالبته بضرورة اتخاذ اجراءات لحل ازمة كوسوفو. وذكرت الرسالة ان "انظار العالم تتجه الى واشنطن املاً في وضع حد لأعمال التصفية العرقية التي يمارسها الرئيس اليوغوسلافي ضد البان كوسوفو". وفي كوسوفو تواصلت اعمال العنف المتفرقة. وذكر المركز الاعلامي الصربي في بريشتينا ان شرطياً قتل في شمال الاقليم. وفي بريشتينا وقع انفجار امس وقتل صربياً وجرح آخر. وكان انفجار في مقهى في بريشتينا الليلة قبل الماضية اسفر عن اصابة سبعة من الصرب بجروح.