سكوبيا، بريشتينا، أثينا - "الحياة"، أ ف ب - تواصلت المعارك أمس بين الانفصاليين الالبان والجيش اليوغوسلافي في غرب كوسوفو. وذكر مركز الاعلام الصربي في بريشتينا، كبرى مدن الاقليم، ان مجموعات من جيش تحرير كوسوفو هاجمت وحدات تابعة للجيش اليوغوسلافي ليل السبت - الاحد في محيط قرى سمونيتشا وكورينيتشا وبرياك قرب دياكوفيتشا في غرب الاقليم. ولم يشر المركز الى وقوع اي ضحايا في هذه الهجمات. وتعرضت وحدات اخرى من جيش التحرير منتشرة قرب بحيرة رادونييتش شمال غربي دياكوفيتشا لهجوم بالقذائف والاسلحة الرشاشة. وتواصلت الهجمات في الموقعين صباح أمس. من جهة اخرى افاد مركز الاعلام ان مجموعات من جيش التحرير هاجمت مواقع للشرطة الصربية في قرى يوسانيتشا ودوسيفيتش في وسط كوسوفو. وانطلق الهجوم من بلدة اوفتشاريفو في شرق كلينا وهي معقل مهم لجيش التحرير. كذلك اعلنت مصادر البانية حدوث مواجهات في وسط كوسوفو وغربها. الى ذلك اكدت صحيفة "كوها ديتوري" الالبانية ان الجيش اليوغوسلافي ارسل تعزيزات مهمة الى محيط درينيتشا معقل الانفصاليين الالبان في وسط كوسوفو. وفي اثينا اكد رئيس حكومة كوسوفو في المنفى بويار بوكوشي في مقابلة نشرتها الاسبوعية اليونانية "ابسيلون" أمس ان البلقان "سيشتعل قريبا" ما لم يتدخل الغرب في كوسوفو ضد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش: "انها القصة السيئة نفسها، الاخطاء نفسها، والخدع نفسها، والموقف السلبي اياه من جانب الغرب". وتابع بوكوشي، الذي يعيش في المنفى في المانيا منذ عشر سنوات: "لقد دلت تجربة البوسنة ان ميلوشيفيتش تراجع ما ان تلقى تهديداً بالقيام بعمليات عسكرية ضده" من جانب حلف شمال الاطلسي. وقال: "اذا تدهور الوضع، عندها سيأتي دور مقدونيا حكماً، لقد سبق وحصل ذلك مع البوسنة. انه وضع يجري اعداده، وهو يغلي وساعة الانفجار لن تتأخر". واعتبر ان "تحرير كوسوفو وحده يمكن ان يؤمن استقرار البلقان". واعلن ان الطريق الديبلوماسية "مستحيلة لان التاريخ، والتراث وميلوشيفيتش، يقفون عقبة". ولاحظ انه "من غير الممكن ان نقبل ونحن الى طاولة المفاوضات ان نكون مواطنين صربيين وان كوسوفو هي مهد صربيا، انه امر مثير للسخرية". واضاف: "بوجود جيش تحرير كوسوفو نؤكد لميلوشيفيتش انه لا يمكن ان ينتصر". واعتبر ان هذا الجيش "يشكل واقعا جديدا وهو قوة ستحرر كوسوفو كونه يتمتع بحب ودعم جميع الطبقات الاجتماعية في الاقليم". وختم: "ما من احد استطاع حتى الآن السيطرة على جيش تحرير كوسوفو، ولكن من المؤكد انه لا بد من تعاون بين جيش التحرير ورئيس اقليم كوسوفو ابراهيم روغوفا"، مؤكداً انه "على اتصال مع الجانبين لايجاد سبل العمل المشترك والمواقف المشتركة تمهيدا للمفاوضات المحتملة في المستقبل". في السياق ذاته اعلن جيش تحرير كوسوفو، في بيان وزع أمس في بريشتينا شروطه للمشاركة في الحوار الألباني مع بلغراد، وشدد على ضرورة "سحب القوات المعادية واجراء المفاوضات في أرض محايدة وان يحضرها وسطاء دوليون". ولكن محمود بقائي، وهو سياسي ألباني من الوفد الذي شكله روغوفا للتفاوض مع الصرب، اعتبر ان جيش التحرير "ارتكب اخطاء جسيمة أدت الى إضعاف قوته وإن لم يخسر الحرب". وأشار الى ان بين هذه الأخطاء "استيلاءه على منجم الفحم في بيلاتشيفاتس وبلدة أواخوفاتس ومناطق ماليشيفو وغيرها، ثم الانسحاب منها لعدم مقدرته على الاحتفاظ بها".