اعلن الرئيس الاميركي بيل كلينتون ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها الاوروبيين يقفون صفاً واحداً وراء استراتيجية عسكرية وسياسية للضغط على الصرب ودفعهم الى وضع حد لعدوانهم على كوسوفو. وقال: "نحن نقف مستعدين لدعم هذه الاستراتيجية بالتهديد باستخدام القوة". وجاء ذلك في تصريح ادلى به امس الجمعة في واشنطن اثر مكالمة هاتفية اجراها مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التي شاركت في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية في لندن. وكان الاجتماع اسفر عن دعوة طرفي النزاع الى مفاوضات سلام للتوصل الى حل للأزمة في كوسوفو. راجع ص 7 ووصف الرئيس الاميركي الاجتماع بأنه "وجه رسالة واضحة الى السلطات في بلغراد مفادها ان زمن الرفض والمماطلة ولّى، لأن حلف شمال الاطلسي موحد ومستعد للتحرك اذا لم تتحركوا انتم الصرب". وأبدى الرئيس كلينتون استياءه للمجازر التي يشهدها اقليم كوسوفو وقال: "هدفنا ألا تتكرر هذه المجازر". وجاء ذلك في وقت رأى المراقبون ان واشنطن اخذت تتحرك باتجاه المشاركة في قوات برية مع حلفائها الأوروبيين بهدف فرض السلام في كوسوفو. واعرب رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف الموجود في دافوس للصحافيين عن ارتياحه الى مساعي التسوية السلمية في كوسوفو. وقال بعد مكالمة هاتفية اجراها مع وزير خارجيته ايغور ايفانوف الذي شارك في اجتماع لندن، انه "راض جداً عن نتائج اجتماع مجموعة الاتصال وتركيزه على ايجاد حل سياسي لأزمة كوسوفو". ولم يصدر عن الطرف الصربي موقف رسمي من قرارات مجموعة الاتصال، الا ان مسؤولاً في الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش ابلغ "الحياة" ان بلغراد "ترفض القبول بعقد مؤتمر دولي بشأن كوسوفو خارج اراضيها لأنها قضية داخلية. كما يرفض اي مسؤول صربي التفاوض مع الجماعات الارهابية". وأضاف ان اي مفاوضات حول كوسوفو "ينبغي ان تتم بين حكومة بلغراد والزعماء السياسيين لألبان الاقليم، في بريشتينا ومن دون اي مشاركة اجنبية". اما الزعيم السياسي لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا فأبلغ "الحياة" انه "يرحب بقرار مجموعة الاتصال لعقد المؤتمر الدولي". وشدد على ضرورة ان يشارك فيه ممثلون عن الفئات السياسية والعسكرية الالبانية، لكن روغوفا اكد على "ضرورة ان يتم التحضير للمؤتمر بشكل جيد ليخرج بقرارات جيدة ونتائج مؤثرة تضع حداً للعنف الذي يشهده الاقليم ويوفر لسكانه مستقبلاً آمناً". وجاء ذلك في وقت وقعت مجزرة صربية جديدة في غرب الاقليم ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 24 مدنياً البانياً.