اجرى المبعوث الاميركي الخاص الى البلقان روبرت غيلبارد امس الأربعاء محادثات مع الزعماء الألبان في كوسوف، فيما انهى وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف زيارته لبلغراد، واتفق ممثلو دول مجموعة الاتصال في الأممالمتحدة على قرار لعرضه على مجلس الأمن بفرض حظر على مبيعات الاسلحة الى يوغوسلافيا ضمن اجراءات العقوبات الدولية ما لم تغير موقفها ازاء الاوضاع في كوسوفو. وجرت تظاهرات حاشدة في كوسوفو قدرت بخمسين الف متظاهر رفعوا شعارات تطالب بالاستقلال عن صربيا. وفي مجال الجهود الدولية لاحتواء مشكلة كوسوفو يصل اليوم الخميس الى بلغراد وزيرا الخارجية الألماني كلاوس كينكل والفرنسي هوبير فيدرين للاجتماع مع المسؤولين في الحكومتين اليوغوسلافية والصربية اضافة الى زعماء البان كوسوفو. وقال مصدر في بلغراد لپ"الحياة" انه يتوقع ان "يعرض الوزيران على يوغوسلافيا اتفاقا للتعاون مع الاتحاد الأوروبي مقابل تنازلات تقدمها لحل مشكلة كوسوفو والسماح بفتح مكتب للاتحاد الأوروبي في بريشتينا". ولم يستبعد هذا المصدر ان تبادر بون وباريس الى تقديم اقتراح برفع الحظر عن عضوية يوغوسلافيا في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية "اذا سمحت بلغراد لمراقبين من المنظمة الأوروبية بالعمل في كوسوفو". وتوقع المصدر ان يستخدم الوزيران اسلوب الترغيب والترهيب مع الصرب والألبان في عرض اقتراحهما الذي يتركز على "تراجع الألبان عن مطلب الاستقلال والاستجابة للمفاوضات مع الصرب حول منح كوسوفو نوعاً من الحكم الذاتي في اطار حدود يوغوسلافيا المعترف بها دولياً". وأنهى وزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف امس زيارته لبلغراد التي دامت يومين سلم خلالها رسالة من الرئيس الروسي بوريس يلتسن الى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش واجتمع ايضاً مع كبار المسؤولين في حكومات يوغوسلافيا وصربيا والجبل الأسود و"ناقش مشاكل الاقليات القومية في يوغوسلافيا". ودعا بريماكوف في تصريحاته الى "منح نوع من الحكم الذاتي الواسع لألبان كوسوفو ضمن حدود صربيا ويوغوسلافيا". وذكر تلفزيون بلغراد ان ميلوشيفيتش اكد للوزير الروسي الموقف اليوغوسلافي بأن "كوسوفو جزء لا يتجزأ من صربيا وعليه ينبغي ان تحل مشكلته داخل صربيا وبالوسائل السياسية ومن دون ضغوط خارجية". وذكرت مصادر السفارة الروسية في بلغراد ان بريماكوف غادر الى ساراييفو ومنها يتوجه الى بانيالوكا ومن ثم الى زغرب وليوبليانا. ووصل الى عاصمة بريشتينا امس المبعوث الاميركي الخاص الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد واجتمع مع ابراهيم روغوفا وغيره من الزعماء الألبان، وأكد في تصريح له على وجوب حصول الألبان في كوسوفو على حقوقهم المشروعة، ولكن من دون الانفصال او الاستقلال. ويسود الاعتقاد في بلغراد بوجود تنسيق بين المساعي الاميركية والروسية والألمانية والفرنسية لحل مشكلة كوسوفو. وفي نيويورك توصل ممثلو دول مجموعة الاتصال لدى الأممالمتحدة الى مشروع قرار دولي بفرض حظر على مشبيعات الاسلحة على يوغوسلافيا بسبب العمليات العسكرية ضد البان كوسوفو. وذكر ديبلوماسيون في الأممالمتحدة ان ممثلي المجموعة سيقدمون المشروع الى ملجس الأمن لاقراره. لكن المراقبين في بلغراد يعتبرون هذا الحظر ضغطاً معنوياً فقط لأنه لن يؤثر على يوغوسلافيا التي تعتبر من الدول المكتفية ذاتياً في مجال السلاح وتصدر الفائض الى عدد من دول العالم الثالث. وشارك عشرات الآلاف من الألبان امس في تظاهرات شعبية عمت بريشتينا والمدن الرئيسية الاخرى في كوسوفو ورفع المتظاهرون خلالها شعارات تندد بالعنف والارهاب الصربي ضد المواطنين الألبان ودعت الى "تحقيق السلام والحرية والاستقلال لكوسوفو" فيما سارت تظاهرات مضادة في بلغراد طالبت بالتشدد حيال كوسوفو، وبعدم الرضوخ للضغوط الدولية.