شنّت القوات الصربية هجوماً عنيفاً في شمال شرقي اقليم كوسوفو امس الاربعاء مستخدمة الدبابات والمدفعية، فيما اتجهت الاطراف السياسية والعسكرية الألبانية الى توحيد صفوفها لمواجهة تصاعد العنف الصربي. وجاء ذلك عشية الانذار الذي كان مقرراً ان يوجهه حلف شمال الاطلسي الى طرفي الصراع في كوسوفو بالتدخل العسكري، تمهيداً للدعوة التي يرجح ان تصدر عن اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الذي سينعقد غداً الجمعة في باريس بهدف تحريك مفاوضات مباشرة بين حكومة بلغراد وزعماء الألبان خلال عشرة ايام. واجتمع الحلف الاطلسي قبل ساعات من وصول الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى بروكسيل للبحث في الوضع في كوسوفو واماكن اخرى من العالم مع مسؤولي الحلف. وتسعى الولاياتالمتحدة الحصول على دعم لمبادرة جديدة في شأن كوسوفو تتركز على استعمال التهديد باجراءات عسكرية من اجل التوصل الى اتفاق سياسي خلال اسابيع. وافاد مسؤولون اميركيون مرافقون لوزير الخارجية مادلين اولبرايت في جولتها في روسيا والشرق الاوسط، ان الدعوة ستوجه الى السلطات اليوغوسلافية والألبان لحضور مؤتمر للسلام سيمنح الجانبين مهلة اسابيع عدة من اجل التوصل الى اتفاق سياسي في شأن الحكم الذاتي في كوسوفو. وكانت اولبرايت اثناء وجودها في موسكو اول من امس الثلثاء، شاركت نظيرها الروسي ايغور ايفانوف في دعوة حكومة بلغراد والمقاتلين الألبان الى البدء في مفاوضات مكثفة "من اجل التوصل الى تسوية سياسية موقتة تمنح الاقليم حكماً ذاتياً واسعاً". ومن جهة اخرى، اعترفت مصادر الصرب والألبان والمراقبين الاوروبيين امس بتجدد القتال في شمال شرقي اقليم كوسوفو. وابلغ المركز الاعلامي لألبان كوسوفو "الحياة" في مكالمة هاتفية من بريشتينا ان "القصف الصربي استهدف ما لا يقل عن عشر قرى ألبانية في بلدية بودوييفو، وان دوي الانفجارات كان يسمع طوال امس من مسافة بعيدة اضافة الى ألسنة النيران واعمدة الدخان". واشار المركز الى ان القوات الصربية اغلقت الطرق التي تربط بريشتينا بمنطقة الاشتباكات "ما جعل الوقوف على مدى الاضرار وعدد القتلى والجرحى والنازحين غير ممكن". وعلى صعيد آخر، أصدر جيش تحرير كوسوفو بياناً امس اعلن فيه قبوله بالتعامل مع الاطراف السياسية الألبانية والشروع بمشاورات معها من اجل الاتفاق على صيغة مشتركة لتشكيل برلمان وحكومة تجمع الاطراف الألبانية في الاقليم. وكان الوسيط الاميركي كريستوفر هيل اجرى امس محادثات مع قادة جيش تحرير كوسوفو تركزت حول وقف النار والتعاون مع مساعي التسوية السلمية. ومن جهة اخرى تراجع الصرب عن إدعائهم بأن مقتل خمسة ألبان الاثنين الماضي في الجرار الذين كان ينقلهم "كان حادث سير" وعادوا امس الى الاعتراف بمقتلهم بعد ان احصى المراقبون الدوليون اصابتهم والجرار بحوالى 300 طلقة نارية. لكنهم ألقوا مسؤولية الحادث على "الارهابيين الألبان". وفي شأن فحص جثث مجزرة قرية راتشكا التي ذهب ضحيتها اكثر من خمسين ألبانياً أفاد خبراء التشريح الفنلنديون ان "التلاعب المحتمل بالأدلة قد يؤدي الى اخفاء الحقيقة". وقالت كبيرة الخبراء هيلينا رانتا "ان الجثث نُقلت مراراً عقب اكتشافها ما يجعل الأمر صعباً في تحديد المسؤولية بشكل دقيق".