هاجمت القوات الصربية بالدبابات مواقع لجيش تحرير كوسوفو في جنوب الاقليم وغربه امس الجمعة، في اشتباكات وصفها المراقبون الدوليون بأنها الاعنف منذ المواجهات التي حدثت منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي في بلدية بودوييفو الشمالية والمنطقة الغربية المحاذية للحدود مع البانيا. وأفاد بيان اصدرته الحكومة اليوغوسلافية امس ان "دولاً اسلامية اصولية تزود المنظمة الارهابية الالبانية التي تطلق علي نفسها اسم جيش تحرير كوسوفو بالاموال لشراء الاسلحة". واتهم البيان البانيا بدعم العناصر الانفصالية في كوسوفو من خلال السماح بتحويل الاراضي الالبانية "جسراً لعبور الاسلحة وأفراد الجماعات الاسلامية الدولية المتمرسة على الاعمال الارهابية الى الاقليم واقامة قواعد تدريبية للانفصاليين في اراضيها". واضاف البيان ان "احباط القوات اليوغوسلافية العام الماضي 2646 محاولة تسلل ارهابية الى كوسوفو عن طريق البانيا، يؤكد ذلك". واعلن وزير الخارجية اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش ان بلغراد لن تخلي سبيل اي مقاتل الباني اعتقلته القوات الصربية "لأن ذلك يعتبر ابتزازاً ارهابياً لا يمكن السماح به". ونفى يوفانوفيتش في تصريح نقله تلفزيون بلغراد امس ان تكون الحكومة الصربية وعدت الوسطاء الدوليين بالافراج عن تسعة انفصاليين البان في مقابل اطلاق سراح الجنود اليوغوسلاف الثمانية الاربعاء الماضي. وقال انه "تم ابلاغ المراقبين الدوليين بعدم تقديم اي تنازلات للارهابيين". وجاء تصلب بلغراد في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة امس بين القوات الصربية وجيش تحرير كوسوفو في منطقة تبعد نحو 65 كلم الى جنوب غربي العاصمة بريشتينا. وافادت مصادر البانية ان الاشتباكات اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرين البانياً غالبيتهم من المدنيين. وقصفت الدبابات اليوغوسلافية قرية راتشكا القريبة من بلدة ستيمليي على الطريق الى مدينة بريزرين الجنوبية. وذكرت المصادر الصربية ان "المعارك اندلعت عندما هاجم الارهابيون الالبان وحدة للشرطة كانت تلاحق قتلة مواطن صربي لقي مصرعه في المنطقة". وأكد الناطق باسم المراقبين الدوليين ساندي بليت تصاعد المواجهات في جنوب كوسوفو لكنه قال ان "المراقبين لم يتمكنوا من التحقق عن الطرف المسؤول عنها بسبب المخاطر التي واجهوها واصابة اثنين منهم بجروح اثناء اقترابهم منها والحصار الذي فرضته القوات الصربية على الحركة في المنطقة". واضاف الناطق ان المراقبين الدوليين "رصدوا تحركات كبيرة للقوات الصربية في شمال الاقليم قرب مواقع لمقاتلين الالبان في بودوييفو ومدينة ميتروفيتسا". ضوء أخضر دولي؟ وذكر مركز الاعلام الصربي في بريشتينا ان الوحدات الصربية حصلت على موافقة المراقبين الدوليين لمحاصرة قرية راتشكا وملاحقة مشبوهين بقتل المدنيين الصرب، وهو ما فسره المراقبون بوجود ضوء أخضر دولي للعملية الصربية "من أجل الضغط على جيش تحرير كوسوفو للمشاركة في اجتماع الفئات الألبانية الذي سيعقد في العاصمة النمسوية فيينا في 25 الشهر الجاري برعاية منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، لتوحيد مواقف البان الإقليم استعداداً للمفاوضات مع الحكومة الصربية وايجاد تسوية للمشكلة".