تبدأ المحكمة العسكرية العليا في القاهرة في غضون ايام النظرفي قضية "العائدون من البانيا" المتهم فيها اعضاء في "جماعة الجهاد" التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري وآخرون محسوبون على تنظيم "القاعدة" الذي يقوده اسامة بن لادن. وتوجه امس محامون من اعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني الى مقر المدعي العام العسكري للحصول على نسخ من اوراق القضية. لكنهم ابلغوا أنهم سيتسلمونها في الجلسة الأولى للقضية، وأن المدعي العام العسكري اصدر قرارا بتشكيل اولى دوائر المحكمة العسكرية ليمثل المتهمون أمامها. وافادت مصادر مطلعة ان ترتيبات تجري استعدادا لتأمين جلسة المحكمة التي تقرر ان تتم في ثكنة عسكرية في منطقة الهايكستب شرق العاصمة، مشيرة الى ان القضية "تمثل اكبر القضايا التي اتهم فيه اصوليون منذ تفجر الصراع بين الجماعات الدينية والحكومة في نيسان ابريل العام 1992". وتسلم متهمون في القضية ممن تسلمتهم مصر من الخارج أو اعتقلوا في الداخل ويقضون فترة الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيقات فيها امس اخطارات تفيد بورود اسمائهم في لائحة الاتهام في القضية. كما تسلم قادة بارزون في تنظيم "الجهاد" معتقلون منذ سنوات وفقا لاحكام قانون الطوارئ اخطارات مماثلة. وبين هؤلاء نبيل نعيم المعتقل منذ العام 1991 وهو احد مؤسسي تنظيم "الجهاد" القديم وعبدالمنعم جمال الدين المعتقل منذ العام 1993 وكان اتهم في قضية "طلائع الفتح" لكنه حصل على البراءة. واكدت المصادر ان الظواهري جاء على رأس لائحة الاتهام في القضية باعتباره "المحرض الاول على احداث العنف التي ارتكبها اتباعه في مصر خلال السنوات الست الماضية". وجاء شقيقه المهندس محمد الظواهري في المرتبة التالية لاتهامه بپ"استغلال عمله في مؤسسات اغاثة اسلامية في الخارج في تدبير اموال للانفاق على العمليات العسكرية والاشراف على اعداد معسكرات في افغانستانوباكستانوالبانيا تم فيها تدريب عناصر الجناح العسكري للتنظيم على اساليب التفخيخ وحرب العصابات". وكانت السلطات المصرية احالت عددا من الاصوليين الذين تسلمتهم مصر من البانيا في حزيران يونيو الماضي على نيابة أمن الدولة العليا واستندت الى اقوال هؤلاء في إعداد القضية وعلى رأسهم المتهم احمد ابراهيم النجار المحكوم غيابيا بالاعدام في قضية "خان الخليلي" واحمد اسماعيل عثمان المحكوم غيابيا بالاعدام في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف صدقي. والقت السلطات بعدها القبض على عشرات الاشخاص في محافظاتالشرقية والمنوفية والقاهرة والجيزة قيل ان النجار وعثمان أجريا اتصالات بهم اثناء وجودهما في البانيا تم خلالها تكليفهم انشاء خلايا تابعة للتنظيم في تلك المحافظات بهدف احياء نشاط الجماعة بعدما تعرضت لضربات امنية خلال السنتين الماضيين اسفرت عن إحباط مخططات كانت معدة للتنفيذ. واكدت المصادر ان ثلاثة اصوليين تسلمتهم مصر من جنوب افريقيا وهم عيد ابو سريع وجمال شعيب وطارق علي مرسي استبعدوا من لائحة الاتهام في القضية بعدما كشفت التحقيقات معهم انهم كانوا مرتبطين تنظيمياً بخلية أخرى وتم توجيه اتهامات لهم في قضية تجري نيابة امن الدولة العليا تحقيقات فيها حاليا خاصة بتفجير السفارة المصرية في باكستان العام 1995. وضمت لائحة الاتهام في قضية "العائدون من البانيا" سعيد سيد سلامة الذي تسلمته مصر العام الماضي من احدى الدول العربية ونسبت اليه انه عمل في احدى الشركات المملوكة لابن لادن وتنقل بين دول عدة بهدف تأسيس قواعد لتنظيم "القاعدة" في تلك الدول. ونفت مصادر في هيئة الدفاع عن المتهمين ان يكون محمد عبيد عبدالعال الذي تسلمته مصر العام الماضي من الاكوادور ضمن المتهمين في القضية، مشيرة الى ان التحقيقات اثبتت ان عبدالعال الذي اقام لسنوات في ايطاليا قبل ان يحاول دخول الاكوادور لا علاقة له بتنظيمي "الجهاد" أو "الجماعة الاسلامية". واوضحت ان عبيد معتقل حالياً على ذمة قانون الطوارئ في سجن الفيوم من دون ان توجه له تهم محددة.