اكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الرابع من ايار مايو المقبل لن يمر من دون اتخاذ قرار تاركاً الباب مفتوحاً لكل الاحتمالات بعدم تحديده بوضوح إن كان سيتم الاعلان عن الدولة الفلسطينية في هذا التاريخ. وقال عرفات: "هنالك مواعيد مهمة لا يمكن تجاوزها ولا يمكن تركها من دون قرار والرابع من ايار الموعد الاخير لانهاء المفاوضات وهو احد المواعيد المتفق عليها فلسطينياً واسرائيلياً وعربياً ودولياً ولا يمكن تجاوزه لاستخدام حسابات داخلية". وجاءت تصريحات الرئيس الفلسطيني ضمن خطاب القاه في فندق "غراند بارك" في مدينة رام الله امس خلال اجتماعه بأمناء مجلس مركز بيريز للسلام الذي أسسه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز بعد استقالته من حزب العمل. وشارك في الاجتماع نحو 150 شخصية سياسية وعربية واسرائيلية ودولية بمن فيهم ميخائيل غورباتشوف الذي ساهم في حلّ الاتحاد السوفياتي سابقاً ورئيس الوزراء المصري الاسبق مصطفى خليل والاسقف دزموند توتو واوري سافير مهندس اتفاق اوسلو عن الجانب الاسرائيلي. وقال الرئيس عرفات: "لا يمكن تجميد الحياة ومتطلباتها ستة اشهر كاملة كما انه لا يمكن السماح بتدهور الامور ولا بالهجمة الاستيطانية" التي تشنها الحكومة الاسرائيلية الحالية. واشار الى ان الحكومة الاسرائيلية اوقفت الاتفاق وجمدت تنفيذه تماماً وانطلقت تستخدم الانتخابات ذريعة لوقفها موضحاً ان "التراجع بدأ في الواقع قبل قرار الكنيست". واضاف: "نحن لا نفهم قانونياً ودستورياً كيف يمكن تجميد اتفاقات بذريعة اجراء انتخابات. هل سيوقف السلام مع مصر والاردن والاتفاقات الموقعة مع آسيا واليابان واوروبا؟". وعلى رغم تجميد الحكومة الاسرائيلية تنفيذ اتفاق واي ريفر قال عرفات: "لن نتراجع عن تنفيذ كل التزاماتنا المندرجة تحت اتفاق واي وبالتالي كل الاتفاقات التي وقعناها مع الحكومة الاسرائيلية الحالية والسابقة". واشار الى ان السلطة قامت بتنفيذ الاتفاق "من دون ابطاء او تراجع" بما في ذلك سن قانون جمع الاسلحة غير القانونية و"تنفيذ كل التزاماتنا الامنية ومرة اخرى باعادة تعديل الميثاق بمشاركة كل الجهات وامام العالم اجمع وبحضور الرئيس الاميركي بيل كلينتون". وزاد "لن نعود للمواجهة ولن نسمح بوقف المصالحة التاريخية". وأكد بيريز من ناحيته، خلال زيارة هي الاولى من نوعها لمسؤول سياسي اسرائيلي للمجلس التشريعي الفلسطيني تأييده اقامة دولة فلسطينية قال انها تصبّ في المصلحة الاسرائيلية. وقال بيريز مخاطباً اعضاء المجلس التشريعي قبل لقائه بالرئيس عرفات: "امنيتنا العميقة ان يحصل الفلسطينيون على استقلالهم واقامة الدولة الفلسطينية التي هي مصلحة اسرائيلية وفلسطينية… دولة تعيش في سلام وديموقراطية وثراء" واعرب عن اعتقاده بأن اتفاقاً بشأن اقامة الدولة سيتم التوصل اليه من خلال المفاوضات التي قال انها الطريق لتحقيق ذلك. وقال المسؤول الاسرائيلي ان الانتخابات المقبلة في الدولة العبرية "ستكون بمثابة قرار من اجل السلام". واكد بيريز مستذكراً مفاوضات اوسلو السرية التي سبقت التوقيع على اتفاق اعلان المبادئ في العام 1993 وموجهاً كلامه الى رئيس المجلس التشريعي احمد قريع ابو علاء الذي شارك في التوصل الى الاتفاق: "اتفقنا على اننا يجب ان نتفاوض من اجل التوصل الى اتفاق ولا عودة لبشاعة الحرب والارهاب". واشار بيريز الى ان السلام حتمي بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني "لأن اطفال الجانبين كليهما يريدون مستقبلاً مختلفاً". وقال مبتسماً: "نريد دولة فلسطينية ثرية، لأننا لا نريد ان نكون فقراء مثلكم… نريدكم ان تكونوا اغنياء مثلنا". واستقبل امناء مركز بيريز للسلام الذين وصلوا الى المجلس التشريعي في حافلات كبيرة، بحفاوة من قبل رئيس المجلس التشريعي ابو علاء الذي قبّل بيريز بحرارة ومدحه مثلما مدح سافير في الخطاب الذي ألقاه امام الحضور. واعتذر "ابو علاء" في بداية كلمته عن ضيق المكان الذي غصّ بالحضور وقال على سبيل النكتة ان بإمكان مركز بيريز للسلام المساهمة في بناء مقر اكبر للمجلس التشريعي، ولكنه استدرك قائلاً ان "هناك متسعاً كبيراً في قلوب الفلسطينيين للحضور جميعاً". واتهم رئيس المجلس التشريعي الحكومة الاسرائيلية الحالية بتجميد الاتفاقات وقال انها "لم تنفذ منها شيئاً وحتى اتفاق واي ريفر الذي لم يجفّ حبره بعد جمّدته هذه الحكومة". ووصف "ابو علاء" الظروف التي يأتي فيها اللقاء بأنها دقيقة وصعبة، مضيفاً ان مسيرة السلام "تشهد لحظات حرجة بعد بارقة الامل الذي تولدت عن التفاهم الذي تم في واي بلانتيشن". واكد ان جميع الانتهاكات الاسرائيلية المتمثلة في الاستيطان والتوسع الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية والضم الذي تمارسه اسرائيل في القدس لا يكتسب اي شرعية وهو يندرج "في خانة العدوان الظالم والاحتلال البغيض الذي يجب ان يزول نهائياً ليسود السلام". وقال: "يجب ان تزال من الاذهان، اية اوهام بأن الشعب الفلسطيني او قيادته او المفاوض الفلسطيني، يمكنه القبول بأي حل لا يضمن انهاء الاحتلال والانسحاب التام وحل مشكلة اللاجئين، واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس". واكد "ابو علاء" ان السلطة الفلسطينية ستقوم بالاعلان عن اقامة الدولة الفلسطينية في الرابع من شهر ايار مايو المقبل على رغم مطالبة عدد من الجهات والدول بالامتناع عن ذلك مشيراً الى ان هذا حق فلسطيني. ولوحظ تغيّب وزير الخارجية الاميركي هنري كيسنجر في زيارة الوفد للمجلس التشريعي والذي كان من المقرر ان يلقي كلمة فيه. واجتمع كيسنجر بالرئيس الفلسطيني مساء اول من امس في مدينة رام الله بعيداً عن وسائل الاعلام. كذلك قرر وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى في ما يبدو قصر مشاركته في فعاليات مؤتمر مركز بيريز للسلام على حضور الاجتماع الختامي في تل ابيب في ساعات المساء قبيل اجتماعه الاول بوزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون. ومن المقرر ان يعلن بيريز في ختام الاجتماع عن سلسلة من المشاريع الاسرائيلية - الفلسطينية المشتركة بقيمة 60 مليون دولار.