أكدت سلطات الأمن اليمنية أن خمسة بريطانيين من أصول آسيوية وفرنسياً من أصل جزائري اعتقلتهم في 23 كانون الأول ديسمبر الماضي دخلوا الى اليمن بهدف "تنفيذ مخطط ارهابي والمشاركة في أعمال تفجيرات ونشاطات مسلحة ضمن مجموعة من ثمانية أشخاص". وقالت انهم رهن التحقيق في جهاز الأمن لمحافظة عدن. وقالت مصادر أمنية يمنية رسمية ل "الحياة" في صنعاء أمس ان التحقيقات الأولية مع هذه المجموعة أثبتت علاقتها مع منظمة متطرفة مقرها لندن تطلق على نفسها اسم "انصار الشريعة" ويتزعمها "ابو حمزة المصري" الذي ارسلها أوائل الشهر الماضي لتلتقي بزعيم جماعة "جيش عدن الاسلامي" التي يتزعمها "أبو الحسن المحضار" زين العابدين المحضار. وأشارت الى أن محاكمة "مجموعة الثمانية" ستتم في عدن بعد اجازة عيد الفطر المبارك في وقت متزامن مع محاكمة جماعة "جيش أبين - عدن الاسلامي" التي خطفت الشهر الماضي مجموعة السياح الغربيين الذين قُتل منهم ثلاثة بريطانيين واسترالي قبل اقتحام قوات الأمن موقع احتجازهم. وستجري محاكمة مجموعة الخاطفين في محافظة أبين. وأكدت هذه المصادر ان كلا المجموعتين على علاقة مشتركة بحادث السياح الغربيين والتخطيط لأعمال ارهابية في اليمن بعدما عثرت السلطات الأمنية على أسلحة ومتفجرات وأشرطة فيديو ووثائق وصفتها بأنها "خطيرة" بحوزة مجموعة الثمانية تثبت تدربها على أعمال عنف وتفجيرات في معسكرات خاصة ربما في افغانستان وعلى أيدي خبراء استعانت بهم هذه الجماعة قبل دخولها الى اليمن. وعلمت "الحياة" من مصادر حكومية يمنية ان السلطات وجهت مذكرة الى السلطات البريطانية اتهمت فيها "أبو حمزة المصري" الذي يقيم في لندن بتصدير الارهاب الديني المتطرف الى اليمن في ضوء نتائج التحقيقات مع الثمانية وخاطفي السياح الغربيين. وكان روبن كوك، وزير الخارجية البريطاني، عبر في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اليمني الدكتور عبدالكريم الارياني في ساعة متقدمة ليل أول من أمس عن اسفه لتورط عناصر تحمل الجنسية البريطانية في التحضير لأعمال ارهابية في عدن. وأكدت مصادر رسمية في صنعاء ان كوك أعرب في مكالمته الهاتفية مع الارياني عن "تفهمه" للاجراءات التي اتخذتها السلطات لمواجهة العناصر الارهابية وأكد في الوقت نفسه ان ظاهرة الارهاب التي تتبناها عناصر متطرفة تشكل خطراً على عدد من الدول الأوروبية وليس على بعض دول الشرق الأوسط فقط. وكانت السلطات اليمنية سمحت قبل يومين للقنصل البريطاني العام في اليمن ديفيد بيرس الموجود حالياً في عدن بزيارة بعض المعتقلين البريطانيين في سجنهم في عدن والتأكد من "حسن معاملتهم". الى ذلك، نفى مسؤول أمني في صنعاء ما نشرته "الحياة" في عددها الجمعة الماضي عن تقارير لعميل مصري مزعوم زُرع في أوساط الحركات الاسلامية المتطرفة واسمه أحمد نصرالله. وقال المصدر ان أجهزة الأمن اليمنية لا علم لها بشخص بهذا الاسم وانها لم تتسلم منه أي تقارير عن اسلاميين مصريين يقيمون في اليمن أو تقارير عن نشاط ما يسمى ب "جيش عدن - أبين الاسلامي" أو معلومات عن متطرفين يمنيين مطلقاً. وقال ان ما جاء في الخبر عارٍ عن الصحة. وجدد نفيه وجود معسكرات لتدريب ناشطين اسلاميين متشددين لما يطلق عليه "جيش عدن الاسلامي" في أي منطقة في اليمن "لأن ذلك يعد خرقاً للقوانين اليمنية". الى ذلك، رأس الرئيس علي عبدالله صالح ليلة أول من أمس اجتماعاً موسعاً للحكومة والمحافظين وأعضاء اللجنة العامة المكتب السياسي للمؤتمر الشعبي العام الحاكم. وعلمت "الحياة" من مصادر موثوق بها حضرت الاجتماع ان التطورات الأمنية في اليمن ألقت بظلالها على الاجتماع في ضوء حادث خطف السياح.