أعلنت السلطات الأمنية اليمنية أمس السبت الإفراج عن السائحين النمساويين اللذين خطفا الأربعاء. وأكد مصدر مسئول في وزارة الداخلية اليمنية أن الإفراج عن السائحين تمت عند الساعة الثالثة من فجر يوم السبت وأنهما في صحة جيدة وتوجها الى أحد الفنادق بمدينة مأرب، بعد أن أوصلتهما شخصيات قبلية الى منزل المحافظ. وفيما أعلن المصدر الأمني «أن أجهزة الأمن تتعقب الخاطفين»، قالت مصادر قبلية أن الأفراح جاء بعد مباحثات مطولة مع الخاطفين من قبل اللجنة ومعها مشائخ ال حيتك حيث تم إقناعهم بالإفراج عنهما دون شروط مسبقة , وان شيوخ قبيلة عبيدة التي ينتمي اليها الخاطفون وعدوهم بمتابعة قضية معتقليهم لدى السلطات. وكان مسلحون ينتمون الى قبيلة ال حتيك التابعة لعبيدة اقدموا على خطف سائحين نمساويين الاربعاء للضغط على أجهزة الأمن اليمنية إطلاق سراح محمد سعيد حسن جميل، وعبد العزيز سعيد جرادان، وعلي بن علي دوحة، أو إحالتهم للمحكمة.والثلاثة معتقلون منذ عودتهم قبل عام من سوريا، حيث تشتبه الأجهزة الأمنية أن لديهم علاقة بتنظيمات تسهل نقل مقاتلين يمنيين الى العراق. وهو مانفاه اهالي المعتقلين الذين يقولون انهم ذهبوا الى سوريا للعلاج، ويطالبون بإحالتهم للمحاكمة لكن مسؤول امني قال «ان الأمن اليمني يتحفظ على شخصيات لها علاقة بتسهيل وصول مقاتلين يمنيين الى العراق»، «لمنع التحاق يمنيين بمنظمات إرهابية في العراق» وتوقعت المصادر ان يتم إحالة المعتقلين الذين يطالب الخاطفون بإطلاقهم للقضاء وفقاً لوعود تلقاها الخاطفون. وكان وفد من الداخلية والخارجية النمساوية وصل الى صنعاء للوقوف على قضية المختطفين. وتعد هذه الحادثة الثانية خلال شهرين حيث كان السويسري برونو باير وزوجته كاترينا اختطفا اواخر فبراير الماضي اثناء خروجهما من فندق بلقيس في مدينة مأرب في طريقهما الى حضرموت في رحلة سياحية. وكان الخاطف يطالب بالإفراج عن شقيقه صالح الضمن المعتقل منذ أواخر رمضان الماضي بتهمة سرقة إحدى السيارات.وفي أغسطس الماضي اختطف ثلاثة سياح اسبان في محافظة شبوة جنوب اليمن وتم الافراج عنهم بعد ساعات. وتوقفت حالة الاختطافات عام 2001 التي انتشرت بشكل واسع مطلع التسعينات من القرن الماضي بعد ان انشأت السلطات اليمنية محكمة امن الدولة المتخصصة في قضايا الارهاب والاختطافات. وعادة ما كان رجال القبائل يمارسون الخطف للضغط على السلطات لتحقيق مصالح شخصية للخاطفين او للمطالبة بخدمات لمناطقهم. يشار الى أن عدد السياح الأجانب الذين تعرضوا للخطف في اليمن يقدر عددهم بأكثر من مائتي أجنبي بينهم عشرون ألمانيا منذ 1993 . وشهدت جميع عمليات الخطف تقريبا نهاية سلمية باستثناء حادث خطف سياح غربيين في ديسمبر 1998 على يد جماعة تطلق على نفسها اسم (جيش عدن أبين الإسلامي) حيث انتهت العملية بمقتل ثلاثة بريطانيين وأسترالى. وبحسب إحصائيات رسمية فإن قطاع السياحة في اليمن يخسر سنوياً بحدود مائتي مليون دولار كعائدات من حركة السياحة التي ازدهرت خلال الأعوام 96 - 97 و98م لكن هذا القطاع أصيب بضربة قوية بعد مقتل السياح الغربيين الأربعة في أبين في 28 ديسمبر 1998 ، حيث توقف تدفق السياح الغربيين الى اليمن تماماً عام 1999م وعام 2000م وربما كان الهدوء الذي شهده اليمن خلال النصف الأول من 2001 وحتى العام الجاري قد شجع بعض الوكالات السياحية الأوروبية على إرسال بعض الأفواج المحدودة العدد خلال الأشهر الماضية وأعلنت وزارة السياحة اليمنية قبل أسبوعين أن العائدات السياحية في اليمن حققت خلال عام 2004م أعلى مستوى لها منذ ثلاثة أعوام سابقة ، وذكر تقرير رسمي يمني أن العائدات السياحية وصلت العام الماضي الى 214 مليون دولار مقارنة بنحو 139 و29 مليون دولار في عامي 2003، و2002م.