في مثل هذا اليوم قبل اربعة اعوام بدأت روسيا "عملية اعادة النظام الدستوري" في جمهورية الشيشان وكان حصادها مئة الف قتيل. وفي هذه الذكرى، دعا الرئيس اصلان مسخادوف امس الاربعاء الى استئناف الحوار بين غروزني وموسكو لكنه شدد على ان استقلال الشيشان "لا يخضع للنقاش". وقراءة البلاغات العسكرية الصادرة قبل اربع سنوات، تثير سخرية مريرة ففيها اكدت موسكو في يوم رأس السنة، الذي توافق مع عيد ميلاد وزير الدفاع بافل غراتشوف، ان دباباتها دخلت الى غروزني و"تسيطر بالكامل على الوضع … والمواطنون يخرجون بلا خوف الى الشوارع". كما اكدت البلاغات اياها ان القوات الفيديرالية ستنجز عملية "التطهير" في غضون 5 الى 6 ايام، الا ان الحرب استمرت حتى صيف 1996 حينما أبرم الرئيس يلتسن اتفاقاً لوقف اطلاق النار لكي يضمن انتخابه لولاية ثانية. ومنذ ذلك الحين لم تف موسكو بالتزاماتها في اعمار الاقتصاد الذي دمرته الحرب. وغدت البطالة والحصار الفعلي تربة خصبة لتعاظم موجة الاجرام والصراع السياسي داخل الشيشان، واصبح اختطاف الرهائن ظاهرة شائعة، بل ان الجناة قطعوا اخيراً رؤوس اربعة من الرهائن الاجانب ثلاثة منهم بريطانيون وواحد نيوزيلندي. وذكر الرئيس مسخادوف امس ان "دولاً ثالثة" تعمل على ابقاء الوضع مضطرباً في القوقاز، وذكر ان السبيل الوحيد لوقف الاجرام هو استئناف الحوار مع موسكو لتوقيع معاهدة، واقامة علاقات بين "دولتين لهما سيادة". واضاف ان الجمهورية الشيشانية "دولة مستقلة وهذا موضوع لا يخضع للنقاش". وفي حديث الى وكالة "انترفاكس" تطرق مسخادوف الى قرار اتخذته المحكمة الشرعية اخيراً بالغاء البرلمان وانشاء مجلس شورى بدلاً منه. ونفى ان يكون ما حصل "انقلاب دستوري" وقال ان مجلس الشورى له طبيعة استشارية فقط وانه قرر انشاءه، ولكن الى جانب البرلمان الذي "سيواصل عمله وفقاً لصلاحياته الدستورية". يذكر ان المجلس النيابي كان اصدر مساء الثلثاء قراراً بالغاء اوامر المحكمة الشرعية، ما اعتبر بداية لمجابهة جديدة طلب مسخادوف "الحيلولة دون تفاقمها". ومن جانبه دعا ممثل الرئيس الروسي في الشيشان فالنتين فلاسوف الى استئناف الحوار السياسي بين موسكو وغروزني، وقال انه بخلاف ذلك فإن "الشيشان لن تصبح في روسيا ابتداء من عام 2001".