اعلنت حال الطوارئ في الجمهورية الشيشانية اعتباراً من منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء ولفترة ثلاثين يوماً، في اطار عملية ضخمة لمكافحة جرائم الخطف لقاء فدية. واقيمت حواجز في شوارع العاصمة غروزني وعلى الطرق المؤدية فيما اكد ناطق رسمي باسم الرئيس اصلان مسخادوف ان "مهادنة المجرمين، مستحيلة". وأكد مسخادوف عزمه على شن "حرب على الاجرام" اثر مصرع ثلاثة بريطانيين ونيوزيلندي كانوا اختطفوا في غروزني قبل شهرين وعثر على رؤوسهم مفصولة عن اجسادهم. وذكر الرئيس الشيشاني ان خطف الرهائن، جزء من موجة اجرامية واسعة. وألمح الى تورط عدد من خصومه السياسيين بها. وكان مسخادوف دعا السبت الماضي الى التعبئة الجزئية. وذكر سكرتيره الصحافي مايربك فاتشاغايف انه تم فعلاً تشكيل ثلاثة افواج وتسع كتائب من الاحتياطي. إلا ان البرلمان رفض المصادقة على قرار التعبئة واعتبره مخالفاً للدستور الذي ينص على ان استدعاء الاحتياطي، يتم في حال وجود خطر خارجي فقط. ورد ممثلو رئيس الجمهورية بأن مثل هذا الخطر قائم لأن الاجرام "يموّل من الخارج" ويهدد "وجود الدولة". ولكن النواب اقروا بغالبية ساحقة امس الثلثاء 39 في مقابل صوتين اعلان حال الطوارئ لشهر قابل للتمديد "لحين تحسن الوضع" في مجال مكافحة الجريمة. وابلغ "الحياة" مصدر شيشاني ان "التعبئة المعنوية لشن حملة واسعة" بدأت فعلاً، وذكر ان كبار رجال الدين يعقدون اجتماعات متواصلة في مدينة غوديريس غرب الجمهورية لاصدار فتوى او قرار يبيح للرئيس استخدام القوة ضد المجرمين الشيشانيين. واوضح المصدر ان عادة الثأر المتأصلة لدى الشيشانيين تمنع السلطة من استعمال القوة، اضافة الى ان مسخادوف يدرك ان خصومه السياسيين وفي مقدمهم القائدان الميدانيان شامل باسايف وسلمان رادويف، لديهما وحدات تضم زهاء 15 الف مقاتل بحوزتهم مدرعات ومدفعية. وبدأت الحكومة حملتها باستصدار قرار بالقاء القبض على قائد ميداني آخر هو اربي بارايف الذي اتهم بتنظيم محاولة لاغتيال مسخادوف وتدبير اشتباكات مسلحة اسفرت عن سقوط عشرات من الطرفين بين قتيل وجريح. واصيب بارايف نفسه بثماني رصاصات لكنه ظل على قيد الحياة. وظهر بارايف في قناة التلفزيون "قوقاز" التي يملكها رادويف واقسم على القرآن الكريم انه غير متورط في اي من الجرائم التي تنسب اليه لكنه رفض تسليم نفسه للعدالة. وبعد اعلان الطوارئ يتوقع ان تبدأ السلطة حملة واسعة ينتظر المراقبون ان تؤدي الى اشتباكات مسلحة مع خصوم مسخادوف السياسيين والعصابات الاجرامية. وفي اول رد فعل من موسكو، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي ايفان ريبكين الذي ترأس الجانب الروسي في المفاوضات مع غروزني، ان اعلان الطوارئ في اراضي روسيا الاتحادية من اختصاص رئيس الدولة فقط. ولكنه اضاف ان الوضع في الشيشان "معقد للغاية ويتطلب تفاعلاً من السلطة الشرعية"