دخل زعماء المقاطعات الروسية الذين يشكلون مجلس الفيديرالية الأعلى للبرلمان على الخط بقوة أمس عبر تصريحات داعمة لرئيس الوزراء المكلف فيكتور تشيرنوميردين، بعدما لعب تأييدهم له دوراً مهماً في قرار مجلس الدوما النواب أول من أمس بتأجيل الاقتراع على تثبيته حتى غد. في غضون ذلك أكد تشيرنوميردين ان لا بديل من خطته "الثورية" لاخراج روسيا من ازمتها الاقتصادية، مؤكداً انها في حاجة الى نظام صارم لتنفيذها. وأضاف، في مقابلة تلفزيونية، ان هناك حاجة لتشكيل حكومة قوية في اسرع وقت ممكن لمعالجة مشاكل البلاد ودعا الشعب الى درس اقتراحاته وقال: "وصلنا الى المرحلة التي لا يوجد فيها سبيل آخر". واعلن أول من أمس سلسلة من الاجراءات الصارمة التي سيطرحها اذا تأكد تعيينه في المنصب قائلا ان "الدكتاتورية الاقتصادية" مطلوبة لانقاذ البلاد فضلا عن ربط سعر الروبل بالاحتياطيات من الذهب والعملات الاجنبية. وزاد أمس : "يتعين على الناس على الاقل قراءة استراتيجية هذه الخطة. انها ثورية ... انه برنامج يدعو الى تطبيق اكثر النظم صرامة ومسؤولية، لكنه في الوقت نفسه سيحل الكثير من المشكلات وبسرعة. نحن نحتاج على الفور الى فريق قوي وحكومة تتحمل المسؤولية". وأعلن محافظ مقاطعة كراسنويارسك السيبيرية الجنرال السابق ألكسندر ليبيد انه واثق من ان "تشيرنوميردين يمكنه ان يتخذ اجراءات حقيقية لاخراج البلاد من الأزمة خلال فترة قصيرة" ويستطيع تشكيل حكومة "ستكون قادرة اعتبارا من الغد على اتخاذ خطوات" تقود الى تحسين الوضع. كذلك دعا ادوارد روسيل محافظ مقاطعة سفيردلوفسك المهمة في الأورال، الى التصويت لمصلحة تشيرنوميردين، لكنه أضاف ان من الضروري ان يأخذ رئيس الوزراء في الاعتبار "اخطاءه السابقة" و"يستمع الى رأي الغالبية في البرلمان". وتوالى زعماء آخرون للمقاطعات والجمهوريات الفيديرالية على شبكات التلفزيون والاذاعة ليضموا أصواتهم الى ليبيد في حض البرلمان على دعم تشينوميردين، ومنهم رئيس بشكيرستان مرتضى رحيموف ورئيس كالميكستان كيرسان إلومجينوف ومحافظ مقاطعة تيومين السيبيرية الغنية بالنفط وعدد آخر من محافظي المقاطعات في وسط روسيا. ولم يشذ عن أعضاء مجلس الفيديرالية سوى محافظ موسكو يوري لوجكوف، الذي يعتبر من أقوى الطامحين الى رئاسة روسيا، إذ قال انه "لم يسمع أي برنامج اقتصادي من تشيرنوميردين" كما لم يسمع "اي برنامج اقتصادي من سلفه سيرغي كيريينكو". ودعا لوجكوف الى اعتماد اقتصاد حقيقي مشدداً على ان "مصالح دولتنا تكمن في تشجيع المنتوجات المحلية ودعمها". ومن المقرر ان يجري تصويت ثان في مجلس الدوما النواب غدا على تثبيت تشيرنوميردين. وجاء قرار المجلس، الذي يسيطر عليه الشيوعيون، تأجيل الاقتراع أول من أمس على تشيرنوميردين ليجنبه هزيمة أكيدة. لكن ارجاء الاقتراع يترك في الوقت نفسه مصيره والنظام السياسي الروسي معلقا بدرجة كبيرة خلال اسبوع حاسم بالنسبة الى الوضع الاقتصادي في البلاد مع الانخفاض الحاد المستمر في سعر الروبل.