موسكو - رويترز، أ ف ب - جرت انتخابات محلية في مناطق عدة من روسيا أمس الأحد عشية أسبوع ساخن آخر يبدأ اليوم ويشهد استمراراً لمناورات سياسية تدور حول الصراع بين البرلمان والرئيس بوريس يلتسن على مرشحه لمنصب رئاسة الوزراء سيرغي كيريينكو. وفي ما بدا أنه مسعى الى تطمين القوى المعارضة لهذا الترشيح، أكد كيريينكو أول من أمس ان اناتولي تشوبايس، الرجل الذي ارتبط اسمه بالاصلاحات الاقتصادية في البلاد وتكرهه هذه المعارضة، لن يكون في عداد فريقه الحكومي المقبل. وقال في مقابلة اجراها معه تلفزيون "ار. تي. ار" ان تشوبايس "لن يكون في الحكومة، ولن يكلف شؤوناً اقتصادية مهمة". وكان يلتسن أقال حكومة فيكتور تشيرنوميردين في 23 آذار مارس الماضي، وطلب من جميع اعضاء الحكومة البقاء في مناصبهم لتصريف الاعمال باستثناء اثنين منهم هما وزير الداخلية اناتولي كوليكوف ونائب رئيس الوزراء اناتولي تشوبايس الذي اقيل بمرسوم خاص. ويجسد تشوبايس في نظر الاوساط المالية الدولية، سياسة الاصلاح الليبرالي في روسيا، لكنه يعتبر خصما رئيسيا للشيوعيين ولجزء من الرأي العام الذي يتهمه بمنح الملكيات العامة الى اصدقائه من رجال الاعمال خلال موجة التخصيص الاولى في البلاد. على صعيد آخر، جرت امس في مقاطعتي ليبيتسك وبينزا في وسط روسيا انتخابات لاختيار محافظين، بينما انتخب سكان سفيردلوفسك في الأورال وأرخانغلسك في الشمال مجالس تشريعية محلية. الى ذلك تنافس تسعة مرشحين على مقعد في البرلمان المحلي الدوما لمنطقة أوريخوفو - بوريسوفو التابعة لموسكو في أجواء شهدت مهاترات متبادلة. وانسحب من المعركة خمسة مرشحين، بضمنهم وزير الدفاع السابق أيغور روديونوف، بعدما اتهموا سلطات موسكو بتقديم دعم غير مشروع للمرشح الأقوى الجنرال أندريه نيكولاف، القائد السابق لقوات الحدود. وقررت محكمة في موسكو، رفع المرشحون الخمسة شكوى أمامها، أول من أمس أن القوانين لم تُنتهك خلال الحملة الانتخابية في هذه المنطقة. وجرت عمليات الاقتراع في المناطق الاخرى في هدوء وليس متوقعا أن تشهد الخريطة السياسية نتيجة لها أي تغييرات جذرية أيا كان الفائزون. ورأى محللون أقوى صراع للمسؤولين في هذه المقاطعات تمثلت في ضمان مشاركة 25 في المئة من الذين يحق لهم الانتخاب في عمليات الاقتراع. وعلى عكس الهدوء الذي ساد خلال هذه الانتخابات المحلية، شهدت موسكو الجمعة الماضي حمى سياسية تمثلت في رفض مجلس النواب الروسي الدوما قبول مرشح الرئيس يلتسن لمنصب رئاسة الحكومة، الأمر الذي رد عليه الرئيس الروسي باعادة ترشيحه فوراً مؤكدا ان لا مرشح آخر لديه. واعتبر هذا الموقف تهديداً ضمنا بأنه سيستخدم السلطة التي يخولها الدستور له ويعمد الى حل البرلمان اذا رفض ثلاث مرات قبول مرشحه.