موسكو، فرانكفورت - رويترز، أ ف ب - واصلت العملة الروسية انخفاضها امس الجمعة لتهبط في نظام القطع الالكتروني الجديد الى 99.16 روبل ازاء الدولار في بورصة موسكو للصرف الاجنبي بين البنوك من 4608.13 روبل اول من امس الخميس. وبدأت البورصة العمل بنظام القطع الجديد الذي يتم تحديد السعر فيه بناء على عروض البيع والشراء في النظام الالكتروني في البورصة. وقرر البنك المركزي اخيراً تحديد سعر الصرف الرسمي وفقاً لسعر القطع الالكتروني. وعلى صعيد معدل التضخم نقلت وكالة "انترفاكس" عن لجنة الدولة للاحصاءات امس ان الاسعار ارتفعت في روسيا بنسبة 15 في المئة في آب اغسطس الماضي مقابل 2.0 في المئة في تموز يوليو الماضي. من جهة اخرى شكك محللون في موسكو في امكان تنفيذ "مجلس عملة" في روسيا. وكان رئيس الوزراء المعين فيكتور تشيرنوميردين اشار امس الى انه يتجه على ما يبدو الى تطبيق "قيود مالية صارمة" لا يتسنى تنفيذها الا من خلال انشاء "مجلس عملة". وقال تيري ماليريه كبير الاقتصاديين في مؤسسة "الفا كابيتال" "ان مجلس العملة عليه ان يغطي المعروض من النقد وهو القاعدة النقدية مع الغاء جميع السلطات الخاصة للبنك المركزي". وكان تشيرنوميردين ذكر امام البرلمان انه يجب ربط الروبل باحتياطات البنك المركزي من العملات الاجنبية والذهب، وهي خطوة معتادة لدى انشاء مجلس عملة. لكنه اشار في الوقت نفسه الى ان الحكومة ستسمح باصدار نقد تحت ضوابط، وهو تناقض واضح مع مبادئ نوع "مجلس العملة" المستخدم في الارجنتين مثلاً. وذكر المحللون انه قد يتم تسليط الضوء على هذا التناقض عندما يلتقي وزير الاقتصاد الارجنتيني السابق دومينغو كافالو الصحافيين بعد ان ينهي اجتماعاته مع عدد من المسؤولين الروس. واقام كافالو مجلسا للعملة في الارجنتين عام 1991 تكلل بنجاح كبير. ويزور كافالو موسكو لتقديم المشورة لتشيرنوميردين في هذا المجال. والملامح الرئيسية لپ"مجلس العملة" انه يسمح بتداول حجم العملة الذي يمكن دعمه باحتياطات العملات الصعبة لدى الدولة بسعر صرف ثابت. والثمن هو ان تتخلى السلطات عن السيطرة على السياسة النقدية مثل تحديد اسعار الفائدة او العملات الاجنبية فيما تمتنع عن طبع النقود كلما ارادت. في فرانكفورت اعلن هانس تيتماير، رئيس البنك المركزي الالماني البوندسبنك مساء الخميس ان الازمة في روسيا سيكون لها اثر مباشر محدود على الاقتصاد الالماني الفعلي. وقال في لقاء مع الصحافيين في فرانكفورت ان المأزق المالي الروسي سيترك من دون شك "تأثيراً مباشراً بسيطاً" على الاقتصاد الفعلي الالماني. لكنه اشار الى ان "التأثير النفسي" للأزمة على تصرف المستثمرين الالمان يشكل عاملاً يصعب تقديره.