موسكو - رويترز، أ ب - قال متداولون في موسكو ان الروبل شهد بعض التحسن والاستقرار في نقاط صرف العملات امس الاثنين بعدما عمد الروس الى تحويل دولاراتهم الى روبلات في عطلة نهاية الاسبوع لشراء السلع المسعرة بالروبل قبل ارتفاع اسعارها مجدداً. لكن البورصة الرئيسية للعملات في موسكو بقيت مغلقة لليوم الرابع على التوالي. فيما عرضت محلات الصرف سعراً للدولار راوح بين 8 و9 روبلات، بارتفاع روبل واحد لكل دولار عن اسعار الجمعة الماضي. وقال غليب كوستن من بنك "ام دي ام": "ان الناس بدأوا شراء الروبل لاقتناص الفرص وشراء السلع في المحلات التي لم ترفع اسعارها بعد او التي لا تزال الاسعار فيها تعتمد على سعر دولار يساوي 7.5 روبل". وأشار الى حصول عمليات بيع كثيرة للدولار في عطلة نهاية الاسبوع. كما افيد ان الروبل شهد تحسناً في مدن عدة في روسيا امس، لكن في مدن مثل يكاتيرنبورغ، عاصمة منطقة الاورال، ظلت بنوك عدة مغلقة لتجنب سوق غير مستقرة. وواصل المواطنون في موسكو الوقوف في صفوف طويلة، احياناً تحت الامطار الغزيرة، لسحب اموالهم من النظام المصرفي الذي يوشك على الانهيار. وفي فلاديفوستوك في اقصى شرق روسيا، امتنعت محلات صرف عدة عن بيع الدولار، ما عزز سعره في السوق السوداء الى ما يراوح بين 14 و16 روبلاً. ومعلوم ان سعر صرف الدولار بقي عند نحو 6 روبلات لمدة سنة تقريباً الى ان اعلن البنك المركزي الروسي قبل اسبوعين توقفه عن دعم الروبل. وهرع الروس خصوصاً المتقاعدين منهم الى تحويل مدخراتهم من الروبل الى الدولار. وأعرب كوستن عن اعتقاده بأن الروبل قد يعاود الانخفاض اليوم او غداً لأن المحلات والمخازن التي زادت مبيعهاتها بالروبل اخيراً ستحاول شراء دولارات مجدداً، مشيراً الى ان الدولار قد يرتفع الى 17 او 20 روبلاً. في غضون ذلك حذر رئيس الوزراء المكلف فيكتور تشيرنوميردين امس من ان روسيا على حافة الفوضى. وأعلن امس انه لن يسمح للنظام المصرفي بالانهيار متعهداً اتخاذ اجراءات جديدة في الساعات القليلة المقبلة لحماية مدخرات المواطن العادي. كما تعهد تشيرنوميردين الدفاع عن الروبل واتخاذ خطوات لضمان دفع الاجور ومعاشات التقاعد. وقال في خطاب في الدوما ان روسيا اخطأت عندما سمحت بخفض الروبل وتجميد دفع الديون الخارجية. وكان تشيرنوميردين تعهد مواصلة الاصلاحات التي بدأها سلفه سيرغي كيريينكو، لكن المراقبين يشيرون الى تزايد ضغوط الشيوعيين عليه لاعادة فرض قيود حكومية على الاقتصاد شبيهة بالقيود التي كانت سائدة في العهد السوفياتي السابق، ولطبع نقود جديدة من اجل تعويم المؤسسات والبنوك المفلسة ودفع متأخرات الاجور للعمال. في طوكيو قال ناطق باسم "بنك التصدير والاستيراد الياباني" أمس ان موعد تسليم الجزء المتبقي من قرض وعدت به اليابانروسيا يصعب تحديده الآن بسبب الاضطراب السياسي في موسكو. وكان رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي كيريينكو ووزير خارجية اليابان آنذاك كيزو اوبوتشي وقعا في منتصف تموز يوليو الماضي اتفاقاً يقضي بمنح روسيا قرضاً قيمته 800 مليون دولار من خلال "بنك التصدير والاستيراد الياباني". وفي باريس دعا امس ايف تيبو دو سيلغي المفوض الأوروبي لشؤون النقد وزراء مال دول الوحدة النقدية الأوروبية اليورو الپ11 الى الاجتماع لتقويم الازمة الروسية. وأشار الى ان الازمة تشكل خطورة على اوروبا الا انها لا تهدد بدء استخدام العملة الموحدة او النمو الاقتصادي في اوروبا للسنة الجارية.