لليوم الثاني على التوالي كان نظام التداول الالكتروني بالعملات بين المصارف في موسكو السوق المالية الرسمية الوحيدة لعمليات التداول بالعملات منذ أوقف البنك المركزي التداول التقليدي بالعملات الأربعاء الماضي. واعلن وزير الداخلية سيرغي ستيباشين انه اصدر اوامر الى السلطات لمنع "هجرة رؤوس الاموال" الى الخارج. وبلغ سعر الدولار في نظام التداول الالكتروني بين 11 و5،12 روبل. واشترى المتداولون الدولار، فيما لم تتم عمليات بيع له، وبلغ حجم التداول أمس 20 مليون دولار.ويتوقع المتداولون أن يبلغ سعر صرف الدولار اليوم بين 12 و9،13 روبل وأن يتزايد الطلب على العملة الأميركية. في غضون ذلك بقي سعر الصرف "الرسمي" للروبل في البنك المركزي عند 85.7 روبل للدولار. وفي سوق الأوراق المالية، واصلت أسعار الأسهم الروسية تدهورها لدى الفتح أمس. وهبط مؤشر "ارتي سي - انترفاكس" إلى مستوى منخفض جديد، وتراجع بنسبة 46،2 في المئة قبل أن يعاود التحسن بعد الظهر ويسجل بعض المكاسب. ومن الأسهم التي تأثرت أكثر من غيرها اسهم "غازبروم" التي كانت سجلت مكاسب أول من أمس راوحت بين 10 و20 في المئة. وفي الوقت الذي يحاول فيكتور تشيرنوميردين تشكيل حكومة جديدة لضبط الأوضاع، أعلنت وكالة الاعلام الروسية ان الرئيس بوريس يلتسن عزل أمس اناتولي تشوبايس المؤيد للاصلاحات من منصب كبير المفاوضين الروس مع المؤسسات المالية الدولية. من جهته، أعلن البنك المركزي في بيان أمس أنه يعتزم إصدار سندات خزينة لمدة أسبوعين الأربعاء المقبل بقيمة بليون روبل. ومن أجل التغلب على انعكاسات الأزمة المالية الراهنة، و"لحماية المستثمرين والزبائن الروس"، أعلنت 4 مصارف أخرى اندماجها أمس وهي "انكومبانك" مع 3 مصارف أصغر منها "افتوبنك"، و"مزخومبنك" و"الفا - بنك". من جهته، أعلن محافظ موسكو يوري لوجكوف بعد لقائه تشيرنوميردين أمس أنه "من غير المرجح" أن يستقر الوضع المالي في المستقبل القريب، وأنه يتعين على الدولة أن تتخذ اجراءات قاسية بينها ارغام المتهربين من الضرائب على دفع ما يتوجب عليهم. وقال رئيس مجلس الدوما النواب غينادي سيليزنيف إنه يتعين على روسيا ان تقوم بإصدارات نقدية تراوح بين 30 و50 بليون روبل، معرباً عن رفضه "لما تمليه" المنظمات المالية الدولية من شروط على البلاد. ولاحظ رئيس مجلس الدوما، وهو أحد الأعضاء البارزين في الحزب الشيوعي، أن الكتلة النقدية بالروبل تمثل نسبة أربعة في المئة فقط من اجمالي الناتج الوطني، فيما تعتبر هذه النسبة أعلى بكثير في الدول المتطورة. في لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أنه يتعين على روسيا أن تمضي قدماً في مسيرة الاصلاح التي رسمتها المؤسسات الدولية إذا كان لها أن تنجح في التغلب على أزمتها المالية. وقال بلير في مقابلة أجرتها معه هيئة الاذاعة البريطانية: "إن الوضع في غاية الخطورة في روسيا، وما من شك في ذلك على الاطلاق". وبحث بلير أول من أمس الخميس الأزمة الروسية مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون