عن 83 عاماً رحلت قبل ايام الكاتبة الالمانية انجي آيشر شول، والتي الهمت جيلاً من المسالمين في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. كانت اداة تأثيرها الاولى تسجيل يوميات "الوردة البيضاء" ونشاطاتها، وهي الحركة الطلابية التي كان من قادتها شقيق انجي وشقيقتها الاصغر منها: هانس وسوفي شول. وقد قتل النازيون الاثنين في 22 شباط فبراير 1943 كما اعتقلوا اهلهم لاشهر عدة. وفي 1952 نشرت شول كتاباً يصف "الوردة البيضاء" ونضالها السلمي واللاعنفي ضد الرايخ الثالث وضد القمع الذي اتبعته النازية. وما لبث هذا العمل الصغير المكتوب بلغة مشبوبة عاطفياً، ان اصبح من كلاسيكيات الادب المتعلق بالعهد الهتلري. وبفعل الكتاب لم يعد هانس وسوفي شول "يمثلان العصبة الصغيرة من المعارضين الشبان فحسب، بل صارا يمثلان جميع المسالمين في ميولهم ممن يترصدهم الغستابو، واولئك الذين لا يُحصون من ضحايا لا اسماء لهم اجبروا على دفع ثمن اعتقادهم بأن الحقوق الانسانية اهم من الطاعة لقوانين اعتباطية"، كما كتب البرت فون شيرندونغ، الناقد الثقافي الالماني. وكان من عناصر قوة الكتاب خلوّه من الادعاء ووصفه للألمان العاديين وحيواتهم. ذلك انه "كان من الخطأ خلق ابطال جدد واضافتهم الى كل الابطال الكثيرين الذين نعرف. ان اشخاص "الوردة البيضاء" هم ممن يمكن للمرء ان يتماهى معهم"، كما اضاف شيرندونغ. هذا الكتاب وكتابات اخرى لها كرّست لدى المان ما بعد الحرب قرفهم من العنف والنزعة العسكرية اللذين جلبا الكارثة على بلادهم والعالم. وكانت شول قد انتسبت الى حركة السلام الألمانية وبقيت في قيادتها حتى آخر لحظات حياتها، حيث اعتقلت في 1985 بسبب مشاركتها في الاعتراض على نشر صواريخ بيرشنغ الاميركية في المانيا