برلين - أ ف ب - بعد خمس سنوات على تدشين نصب محرقة اليهود في وسط برلين، تستعد العاصمة الالدمانية لافتتاح متحف جديد مخصص لآلة الرعب النازية. وسيعرض مركز توثيق «مسح الرعب» أو «طبوغرافيا الرعب» الذي بني في مكان مقري قيادتي الأمن السياسي (الغستابو) والشرطة السرية (اس اس) قوة النخبة في عهد هتلر، الآلية الفعالة لعمل الجهازين بلا رحمة. وسيحل المتحف الذي سيكون الدخول اليه مجانياً، محل معرض في الهواء الطلق يجذب اكثر من 500 الف زائر سنوياً. ولم يبق سوى بعض الزنزانات من المباني التي كانت تضم مقر الجهازين. وقال مدير المتحف اندرياس ناشاما «لسنا في بومباي هنا (المدينة الايطالية التي دمرها زلزال في عام 79 للميلاد)، والأمر لا يتعلق بتأمل فن معماري». وأوضح ان الأمر يتعلق «بفهم ما خرج من هذا المكان أي الرعب النازي الذي انتشر في المانيا وكل اوروبا وكلف ملايين حياتهم». وشارفت اعمال البناء على الانتهاء لتدشين المتحف في السادس من ايار (مايو) قبل يومين من الذكرى الخامسة والستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وصممت المهندسة المعمارية الالمانية اورسولا فيلمز المبنى الذي يبدو في شكل مكعب من الحديد والزجاج يسمح للضوء بدخوله وتبلغ كلفته 25 مليون يورو. وسيضم معرضاً دائماً ومكتبة ومركزاً للمؤتمرات. وقال ناشاما انه «مكان للتعلم وليس نصباً». وموَّلت الدولة الالمانية المشروع في الموقع الذي شهد وضع لوائح الأعداء السياسيين للرايخ الثالث والتخطيط لتصفية يهود أوروبا. وضم هذا الموقع على بعد خطوات عن مقر المستشارية واقتيد اليه ألوف المعتقلين ليخضعوا لأكثر اساليب الاستجواب وحشية. وسيتمكن زوار المعرض من مشاهدة صور بالأبيض والاسود التقت عند توقيف هؤلاء. ومنذ الثمانينات وضعت عدة خطط لإقامة هذا المتحف في الموقع الذي كان متاخماً لجدار برلين لكنها لم تنفذ.