بدأت الكتب التي تتحدث عن النازية والرايخ الثالث تأخذ حيزاً مهماً في قائمة الكتب الأفضل مبيعاً في بريطانيا، فهل هي كتب ذات قيمة تاريخية حقيقية، ام أنها مجرد صرعة مصيرها الزوال؟ الكاتب الراحل آلان كورين كان جمع مقالات فكاهية في كتاب واحد، أطلق عليها اسم "الغولف للقطط"، ووضع علامة الصليب المعقوف (السواستيكا) على غلاف كتابه، بعدما تنبه الى ان اكثر الكتب مبيعاً في بريطانيا تلك التي تتحدث عن القطط ولعبة الغولف والنازية. كان هذا في عام 1975، لكن بعد نحو 36 عاماً، اي بعد أكثر من 66 عاماً على نهاية الحرب العالمية الثانية، ما زال الطلب على الكتب النازية في صعود مستمر اكثر من ذي قبل، بحسب موقع "سي إن إن" الإلكتروني العربي. فقد شهد عام 2010 ظهور 850 عنواناً لكتب حول الرايخ الألماني الثالث، في مقابل 350 كتاباً نشرت عام 2000، ومعظم هذه الكتب تحمل شعار السواستيكا على أغلفتها. وتتحدث بعض هذه الكتب عن شخصيات نازية وموسيقى نازية وأسلحة نازية وأطباء نازيين، وهناك كتب عن تاريخ الأزياء التي كانت ترتديها قوات ال "اس اس" (القوات الخاصة) النازية، وسيارات افراد القوة، وطرق تجنيد العناصر، وأساليب الدعاية النازية. بل يمكن قراءة كتب تتحدث عن سيناريوهات افتراضية تتخيل بريطانيا تحت الاحتلال النازي، او تاريخاً افتراضياً عن كيفية اكتشاف الاميركيين ودول التحالف اختراعات العلماء النازيين، وكيفية استغلالها. هناك كتب تاريخية جادة، وكتب روائية لمغامرات فرقة دروع البانزر الشهيرة، وأخرى عن أسرار جهاز الامن النازي، الغستابو. وتتوافر أيضاً ملاعق تذكارية للرايخ الثالث من أعمال جيمس يونس، الى جانب كتاب عن مجموعة الكتب المفضَّلة للزعيم النازي أدولف هتلر، من مكتبته الخاصة. ويبدو ان الامر يسير لمصلحة دور وشركات النشر اكثر مما يسير لمصلحة القارئ البريطاني، إذ بيع من أفضل مئة كتاب عن الرايخ الثالث ما قيمته 12 مليون جنيه إسترليني العام الماضي.