انتقدت طهران بشدة موقف بريطانيا التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، في قضية الكاتب سلمان رشدي، واعتبرت أن دعوة وزير الخارجية البريطاني روبن كوك إيران إلى "التراجع" عن الفتوى بإهدار دم الكاتب نابعة من "جهل لمفهوم الفتاوى والأحكام الإسلامية". وشددت على "استحالة" الغاء الفتوى معتبرة أن لقاء كوك - رشدي "إساءة إلى الإسلام تجرح مشاعر الشعوب الإسلامية". وكان كوك دعا إيران إلى "الالتزام بالقوانين الدولية" و "إلغاء" الفتوى بإهدار دم سلمان رشدي و"العمل مع الاتحاد الأوروبي لإيجاد حل مرضٍ" لمسألة الكاتب. والتقى رئيس الحكومة البريطانية توني بلير أمس رشدي لمناسبة مرور تسع سنوات على إصدار الإمام الخميني الفتوى. وأعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية الدكتور محمود محمدي عن الأسف لموقف كوك واعتبره "نابعاً من جهل رئيس الاتحاد الأوروبي مفهوم الفتاوى والأحكام الإسلامية" مؤكدا أن "الحكم الصادر برأي فقهي لمرجع ديني كبير يستحيل إلغاؤه". وتابع أن "حكم ردة رشدي لا يخص الجمهورية الإسلامية وحدها بل يشمل العالم الإسلامي كله"، وقال إن "منظمة المؤتمر الإسلامي أكدت ردته في إجراء تاريخي". وكان الخميني أصدر فتواه في 14 شباط فبراير 1989 ما فجر أزمة ديبلوماسية بين إيران والدول الأوروبية. والتزمت الحكومة الإيرانية طوال السنوات الماضية موقفاً يقضي بأن الفتوى في حق رشدي هي "فتوى دينية" وليست قراراً سياسياً أو قضائياً، وبالتالي فإن الحكومة الإيرانية لا يمكنها التعاطي مع المسألة سوى انطلاقاً من إطارها الديني. وتشدد الحكومة باستمرار على أنها لن تنفذ الفتوى. وبدا أن بعض الأوروبيين يتطلع إلى أن تتخذ حكومة الرئيس سيد محمد خاتمي قراراً بإلغاء الفتوى، خصوصاً أن خاتمي لم يتحدث عن هذا الموضوع مطلقا. وهناك اجماع لدى أركان الحكم والنظام في إيران على أنه "يستحيل" أن يبادر مسؤول في هذا البلد بالتراجع عن "الفتوى الدينية" أو إلغائها. لذلك بدا أن موقف الخارجية الإيرانية جاء لوضع حد للتخمينات في شأن إمكان اتخاذ حكومة خاتمي موقفاً "مرناَ" من المسألة. وأشار محمدي إلى "الضجة الدعائية المفتعلة في الغرب حول لقاء المسؤولين البريطانيين رشدي المرتد". وزاد أن هذه "الضجة لا تجدي وستجرح مشاعر الشعوب الإسلامية، وسيرسخ في أذهان الرأي العام الإسلامي أن الدول الأوروبية تقدم حماية للمسيئين إلى المقدسات الدينية". في لندن رويترز كشف احد مؤيدي سلمان رشدي ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير دعا الكاتب الى تناول العشاء اول من امس. واضاف فرانسيس داسوزا، الذي يرأس لجنة دولية للدفاع عن المؤلف ان بلير دعا رشدي الى تناول العشاء في تشيكرز المقر الرسمي الرئيسي لقضاء عطلته الاسبوعية خارج لندن. واكد ناطق باسم بلير اللقاء، لكنه رفض اعطاء تفاصيل.