حسام حسن هو أحسن وأشهر لاعب كرة قدم مصري في التسعينات... وهو مع شقيقه التوأم ابراهيم أكثر اللاعبين شغباً وعصبية في الملاعب... وعلى هاتين الحقيقتين لا يختلف اثنان من خبراء كرة القدم في مصر. "الحياة" فتحت ملف هذا اللاعب الموهوب والمشاغب... الهداف العصبي. التقينا هداف مصر والنادي الاهلي الأول وهداف كأس الامم الافريقية 1998، وكانت مواجهة بالحقائق والاتهامات التي تلاحقه في كل مكان، وآخرها اعتراضه الشديد على الحكم محمد عبدالمجيد الذي أدار مباراة الاهلي ضد الاسماعيلي في القاهرة وانتهت بالتعادل السلبي في الدوري المحلي. ونال حسام إنذاراً لاعتراضه على قرار الحكم بطرد شقيقه التوأم، ونشرت صحيفة "أخبار الرياضة" الاسبوعية مشهداً دامغاً في صفحتها الأولى لحسام حسن وهو يجذب الحكم من "قفاه". بدأت الموسم 98-99 بواقعتين مرفوضتين، انذار من الحكم السعودي في مباراة الهلال السعودي والاهلي في نهائي دورة الصداقة في أبها تبعه اعتراض شديد وطرد لابراهيم حسن. وفي القاهرة انذار من الحكم المصري محمد عب المجيد للاعتراض على طرد ابراهيم تبعه مزيد من الاعتراض العنيف على الحكم . ما رأيك؟ - لعبت 12 مباراة رسمية خلال الموسم الحالي منها اثنتان ضد الشباب السعودي في تصفيات الاندية العربية في القاهرة. وواحدة مع المنتخب المصري ضد ساحل العاج ودياً في القاهرة... نلت انذارين فقط في 12 مباراة وهو عدد محدود جداً اذا قورن بما يحصل عليه لاعبون آخرون، ولدينا في الاهلي مثلاً اكثر من لاعب مهذب حصل على انذارين أو اكثر في عدد أقل من المباريات مثل اسامة عرابي وهادي خشبة ومحمد شرف. لكن الجميع لا يرون إلا انذارات حسام حسن ويبحثون عن أسبابها ويطالب بمزيد من العقوبات والردع ضد حسام وابراهيم. وهو أمر اعتدنا عليه ولا يثير لدينا الضيق حالياً بعدان كان مصدر ازعاج دائم لنا في السنوات السابقة. ما هي قصة الإنذارين الجديدين؟ - الاول كان ضد الهلال عندما تعرضت لضربة عنيفة جداً. اكتفى الحكم باحتساب الخطأ ولم ينذر اللاعب المعتدي وحملتني سيارة العلاج الى جانب الملعب، واثناء علاجي تعرضت للقذف بالزجاجات الفارغة و"الشباشب". وكان طبيعياً، كإنسان، ان اهرب من تلك المقذوفات، ولم يكن أمامي سوى الملعب فدخلته سريعاً، واذا بالحكم يتجه نحوي مسرعا لانذاري لدخولي الملعب من دون اذن. وعندما حاول ابراهيم شرح الموقف له والاشارة الى المقذوفات تعرض للطرد. وفي مباراة الاسماعيلي كان الحكم قاسياً جداً على الاهلي في كل قراراته، وهو امر متكرر ضد الاهلي من معظم الحكام المصريين في السنوات الاخيرة. وتعرض ابراهيم للضرب اكثر من مرة ولم يحتسب الحكم الخطأ لصالحه رغم انه احتسب للإسماعيلي اخطاء وهمية. وانتظر الحكم أي خطأ من ابراهيم لاحتسابه وانذاره. وكان طبيعياً أن اتوجه لتنبيهه على هذا الموقف المعادي لفريقي ولشقيقي. وواقعة الامساك من الفانلة كانت عفوية وغير مقصودة اثناء محاولتي تنبيهه لوجودي بجواره. ولكي يدرك الجميع سلامة موقفي وبراءتي من تهمة الشغب التي تلاحقني في كل مكان، بسبب ماضٍ بعيد، أراجع الموسم الماضي 97-98، وقد لعبت خلاله معظم مباريات الاهلي في الدوري المحلي والبطولات العربية والافريقية. فلم أنل انذاراً واحداً في 30 مباراة. ولعبت كل مباريات منتخب مصر في كأس الامم الافريقية 1998 في بوركينا فاسو ولم أنل انذاراً واحداً في 6 مباريات، واشاد كل الحكام وعلى رأسهم الدنماركي كيم نيلسين بسلوكي الممتاز ودوري في مساعدتهم. المسألة كلها ماضٍ لا يريد احد ان ينساه. لم تتعرض بالفعل لأي انذار في الموسم الماضي، لكنك تلقيت عقوبة أشد وهي الايقاف الداخلي في النادي الاهلي والترحيل من تونس خلال دورة النخبة العربية؟ - كل تلك العقوبات غير حقيقية. والحقيقة انني كنت جاهزاً للمباراة الأولى للأهلي ضد الافريقي التونسي في افتتاح دورة النخبة في تونس، ثم فوجئت بالمدرب الالماني تسوبيل يضعني احتياطياً بدعوى انه يريد ان يلعب بمهاجم واحد ووقع اختياره علي الغاني احمد فيلكس... لم أتدرب مع الفريق لمدة يومين مما جعلني غير جاهز. حاولت اقناعه انني جاهز لكنه اصر على موقفه فطلبت اعفائي من الجلوس احتياطياً ووافق المدرب ببساطة شديدة وكان للاهلي مباراة بعد يومين في القاهرة ضد القهوة الاثيوبي في البطولة الافريقية. طلبت العودة إلى القاهرة للاشتراك في المباراة ووافق المدرب على الفور واصطحبني ثابت البطل مدير الكرة الى المطار مع عدد من الزملاء العائدين ايضاً للمشاركة في المباراة. واتجهت من مطار القاهرة مباشرة الى فندق اللاعبين ولكنني فوجئت بالمدرب احمد ماهر المسؤول عن الفريق يخبرني بعدم الاشتراك في المباراة بحجة الاصابة... حاولت التأكيد على سلامتي دون جدوى ونفى النادي والمدرب الالماني ومدير الكرة في كل الصحف وجود أي قرار بايقافي. ضد النجوم؟ هناك اتهام آخر بانك تفرض نفسك دائماً على الفريق وترفض اللعب احتياطياً وتحارب أي نجم جديد سواء في الاهلي أو في منتخب مصر. هل هذا صحيح؟ - هذه الاتهامات غير صحيحة لأنني لست المدرب في الاهلي في منتخب مصر. سبق لي ان لعبت مع عشرات المدربين المحليين والاجانب، فهل تمكنت من فرض رأيي على كل هؤلاء المدربين، وبعضهم له اسم عالمي كبير مثل محمود الجوهري وفايتسا وكرول وهاريس. احب دائما ان اكون في التشكيل الاساسي مثل أي لاعب في العالم واحزن جدا اذا وجدت نفسي خارج الفريق. ولكنني لا أثير أزمات مطلقاً وما أكثر المرات التي لعبت فيها احتياطيا أو خرجت من التشكيل تماماً من دون أي مشكلة وآخرها في دورة الصداقة الدولية في أبها أمام الاهلي جدة... لكن النسبة العالية لتواجدي في مباريات الاهلي أو المنتخب كلاعب اساسي هي التي تعطي الفرصة لبعض الرافضين لوجودي لاطلاق تلك الشائعات غير الصحيحة. أما قضية محاربة النجوم الجدد في الاهلي أو المنتخب فهي نكتة سخيفة جداً والنماذج لا حصر لها في الفريق، وآخرها اللاعب الصاعد علاء ابراهيم المنضم حديثاً الى الاهلي من المنيا ويلعب اساسياً بجواري في الهجوم باستمرار وأحرص دائما على دعمه في الملعب وخارجه. وتصريحاته في كل الصحف تؤكد حجم المساندة التي اقدمها له ومساعدته على احراز الاهداف. كرة القدم لعبة جماعية، ولا يمكن لأي شخص ان ينجح بمفرده، وما حدث في نهائيات الامم الافريقية الاخيرة دليل على ذلك، حيث سجلت 7 اهداف معظمها بمساعدة ضخمة من زملائي حازم إمام وعبدالستار صبري ومحمد عمارة وياسر رضوان وسبق لي القيام بدور صانع الاهداف والالعاب لزملائي... الاتهام بمحاربة النجوم زاد جداً في الفترة التي سبقت السفر الى بوركينا فاسو، وطالب الكثيرون بإبعادي عن الفريق لانهاء سطوتي واعطاء الفرصة للآخرين... كان المران القاسي وطاعة المدرب والتعاون مع الزملاء وبذل الجهد الزائد في المباريات هو ردي الوحيد على تلك الاتهامات، ووفقني الله مع زملائي بكأس الامم الافريقية للمرة الاولى من 12 عاماً ونلت شرف حمل الكأس بصفتي كابتن مصر، واخترت ايضاً ضمن أحسن 11 لاعباً في منتخب افريقيا بالاضافة لحصولي على لقب الهداف. مشكلتي مع ألطاي سبور لم تلتزم اخيراً بعقد الاحتراف الجديد الذي وقعته الصيف الماضي مع نادي الطاي سبور التركي، ولم يجد أحد سبباً مقنعاً لتراجعك عن تنفيذ العقد؟ - الأمر كان بسيطاً للغاية، وقصة التعاقد بدأت مع سمسار تركي حضر الى القاهرة وقدم لي العرض الذي وجدته مناسباً ووافقت مبدئياً، وطلبت منه محاولة ايجاد عقد آخر في النادي نفسه لشقيقي ابراهيم كما حدث خلال تعاقدي مع ناديي باوك اليوناني عام 90 ونيوشاتيل السويسري عامي 91 و1992، وعاد السمسار بعد ذلك وبرفقته رئيس النادي الى القاهرة لاتمام اجراءات التعاقد معي بمفردي. لم امانع ووقعت العقد ولم احصل على دولار واحد، وعندما سافرت الى ازمير لزيارة النادي وحضور المؤتمر الصحافي في نادي الطاي سبور فوجئت بعدم التزامهم ببعض شروط التعاقد، واتخذت قراري على الفور بعدم الاستمرار لأن النادي الذي يخل ببعض شروط العقد من اليوم الأول لا يمكنه تنفيذ كل الشروط على المدى الطويل. وكان يمكن للموضوع ان ينتهي في حينه بالغاء العقد من الطرفين على الفور. ولكن ادارة الاهلي لم تعرف دوافعي لفسخ التعاقد وخشيت ردة فعل عنيفة من نادي الطاي سبور فلم تضعني في قائمة الفريق المحلية انتظاراً لحل المشكلة مع الطاي سبور. وبالفعل طلب النادي التركي تعويضاً قدره عشرة الاف دولار واتفقت مع ادارة النادي الاهلي على حسمه من مكافأتي ورواتبي وانتهى الموضوع بسلام. يقال إنك تراجعت عن قبول عرض نادي الطاي سبور خشية الا يعيدك الاهلي الى صفوفه بعد نهاية عقدك مع النادي التركي؟ - هذا كلام غير صحيح لأنني جزء من النادي الاهلي. واعلم جيداً مدى تمسك النادي بي، وعلى مدار 13 عاماً قدمت كل ما املك من جهد وحققت انتصارات وبطولات كثيرة، وعطائي هو طريقي الوحيد الى صفوف الاهلي باستمرار. هل انتهى تفكيرك في الاحتراف الخارجي؟ - الاهتمام تضاءل إلا إذا تلقيت عرضاً من ناد كبير في انكلترا أو ايطاليا أو اسبانيا أو المانيا. وأعلم ان تلك الفرصة محدودة جداً.