أبرز المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري ضمن مقاله في العدد 12925 من "الحياة" بعض جوانب ازمة الخطاب الاعلامي العربي وما يتسم به اجمالاً من قتامة المنظر بشفافية الجوهر لأعلام دول اخرى. لو جردت المحطات الفضائية من برامجها الاذاعية الاخبار المطولة والأغاني المكررة وافلامها ومسرحياتها المستهلكة وحتى من مسلسلاتها المتماثلة الباشوية والتاريخية المعدّة خصيصاً إما للتلفزيون ولرمضان المبارك فلن يظفر المشاهد الا ببرامج محلية الطابع سواء كانت رياضية او او ترفيهية وذلك لمعظم فضائيات العرب. ان الاسلوب القروسطي الضحل المتمثل في اضفاء قداسة جوفاء ضمن مفردات سمجة أمست نشازاً أمام ما يراه المشاهد العربي ويسمعه من مفردات متحضرة في وصف قادة أعتى وأقوى دول العالم. ان مطالبة الفضائيات العربية في ابراز مفاهيم "المواطنة" و"المشاركة" تتصف بالطموح اكثر من الواقعية "ففاقد الشيء لا يعطيه". فالمواطنة النابعة من الانتماء بأن جردت من حق المشاركة في اتخاذ قرارات تمسّ المواطن نفسه قبل غيره سواءً كانت سياسية او اقتصادية او ثقافية او اجتماعية ستحصر مفهوم المواطنة في "الانتماء الجغرافي الى بقعة سكن وشلة من المعارف والاصدقاء والاقرباء". فلا مواطنة حقيقية من دون مشاركة. لعل اهم ايجابيات الفضائيات بروز محطات فتحت شواطئ مفاهيم الرأي الآخر والاتجاهات المتعاكسة ورغم ضحالة عمق تلك الشواطئ في انكفائها على الجانب السياسي دون الثقافي والاجتماعي والفلسفي لكنها تبشّر بتعليم فن العوم لجيل قد يكتسب المهارة ليغوص بحثاً عن لأليء فكر ميّز اجدادنا.