الإعلام يملك القدرة على تغيير الأفكار ودفعها باتجاه آخر وفق رغبة إدارة وإرادة القائمين على هذه الوسيلة أو هذه القناة ولديه المقدرة على برمجة أذهان أفراد المجتمع وهو يمثل اليوم قيمة معرفية كبرى على المستوى الاقتصادي والفكري والثقافي والفني ويقدم وجباته الدسمة وغير الدسمة المفيدة والضارة والسامة، وذلك أنه ليس كل ما يحمله هذا الإعلام بكل وسائله وقنواته المقروءة والمسموعة والمشاهدة يحمل الحقيقة ويقدم المضيء والعميق في العلم والمعرفة. هناك الكثير من هذه الوسائل وهذه القنوات لا تقدم غير المعلومات المزيفة والمغلوطة ولا تقدم ربع الحقيقة بل هي تحاول أن تقلب الحق إلى باطل والباطل إلى حق.. والحقيقي يتحول إلى غير حقيقي إضافة إلى أن ما تقدمه بعض وسائل وقنوات الإعلام والفضائيات لا يصل إلى أدنى درجات الصدق والمصداقية. إن أغلب القنوات الفضائية العربية تعمل وفق أجندة سياسية واستراتيجية إعلامية تقوم بتمويلها حكومات وأحزاب، ولذلك فإن كل ما يبث على هذه القنوات هو مرتب مسبقا في سياق تلك الأجندة وتلك الاستراتيجية وبما يخدم المصالح السياسية لهذه الدولة ولهذا الحزب وما يزعج المتابع والمراقب والمعنى بقضايا الإعلام عملا وقراءة ومشاهدة وممارسة هو انجراف الدور الإعلامي الذي ينبغي أن تقوم به هذه الوسائل والقنوات باتجاه إثارة الفتن الطائفية واشعال فتيل العصبية والقبائلية والعشائرية والنزوع نحو تكريس الفكر المذهبي والطائفي وجعل الانتماء للمذهب يتقدم على الانتماء للدين والإسلام ويتقدم على الانتماء للوطن والدولة. بل هناك انتماء للمذهب والطائفة في الوقت الذي ينبغي أن يكون هناك تكريس وتعميق لمفهوم الدولة وليس تكريسا وتعميقا لمفهوم القبيلة والمذهب والطائفة. هناك اليوم إعلام عربي يشكل ضررا حقيقيا على الدول والمجتمعات العربية وهذا ما نراه متمثلا في بعض وسائل الإعلام المذهبية التي ترتفع منها أصوات نشاز ضارة ومؤذية بحق الوطن والمواطن والمجتمع والدولة عبر خطاب إعلامي قائم في مجمله على السباب والشتائم والتخوين.. متى يقوم الإعلام العربي بمسؤوليته الأخلاقية والحضارية؟ متى يحمي شرف المهنة؟ للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة [email protected]