واشنطن، نيروبي، كيب تاون جنوب افريقيا، برلين، إسلام اباد - أ ب، أ ف ب ، رويترز - بدأ محققون من مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي "إف. بي. آي" أمس التحقيق، إلى جانب الشرطة في مدينة كيب تاون الجنوب افريقية حيث حصل انفجار داخل مطعم الثلثاء الماضي، مع ثلاثة أشخاص يُشتبه في تورطهما في الانفجار. ويحاول المحققون معرفة احتمال وجود صلة بين هذا الانفجار وتفجير السفارة الأميركية في كل من نيروبي ودار السلام في السابع من الشهر الجاري. وأعلنت السلطات الكينية مساء أمس انها سلّمت ال "أف. بي. آي" شخصين يُشتبه في تورطهما في انفجار نيروبي، وهما خالد سالم يمني ومحمد الصادق عودة فلسطيني. وكان مسؤول أميركي، طلب عدم ذكر اسمه، أكد قبل صدور الإعلان الرسمي ان أحد المشتبه بهما نقل من كينيا إلى الولاياتالمتحدة. وقال: "استطيع أن أوكد أن خالد سالم سافر جواً ليل الأربعاء - الخميس إلى الولاياتالمتحدة برفقة عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي ... ولا أعرف ما إذا كان وصل بعد" إلى نيويورك. وأضاف: "انه ليس المشتبه به الذي رحل من باكستان ... فقد اعتقل في الموقع بعد قليل من الانفجار". وقال المسؤول الأميركي إن سالم يشتبه في أنه ألقى قنابل يدوية على السفارة قبل الانفجار الذي أدى إلى مقتل 253 شخصاً وإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين بجروح. ورفض التعليق على تقرير صحيفة "إيست افريكان ستاندارد" الكينية التي نقلت عن مصادر الشرطة أن سالم، اليمني الجنسية، اعترف بتورطه مع ثلاثة آخرين قتلوا في الانفجار. وأضاف: "قال مكتب التحقيقات الفيديرالي الأسبوع الماضي إنه المشتبه به لم يعترف ... ولست على علم بأي تغييرات لاحقة في هذا الصدد". وأكد وجود اتفاق لتسليم المجرمين بين الولاياتالمتحدةوكينيا، لكن هذه القضية لم يشر إليها باعتبار أنها عملية ترحيل. وقال: "لا استطيع في هذه اللحظة ذكر الأسانيد القانونية لارسال المشتبه به إلى الولاياتالمتحدة، لكنه لم يسلم تسليماً". "بلانيت هوليوود" وفي إطار التحقيقات في التفجير الذي استهدف مطعم "بلانيت هوليوود" في جنوب افريقيا الثلثاء الماضي، وصل خبيران في المتفجرات يعملان لمصلحة "اف. بي. آي" مساء أول من أمس إلى كيب تاون حيث حصل الانفجار وأدى إلى مقتل شخصين وإصابة 27 آخرين بجروح. وكانت حكومة جنوب افريقيا طلبت من "اف. بي. آي" التدخل للتحقق من احتمال وجود صلة بين هذا الحادث وبين تفجيري نيروبي ودار السلام. كما وصل موفد خاص للمكتب إلى كيب تاون لينضم أيضاً إلى الثلاثة عنصر رابع مقره أصلاً في جنوب افريقيا. وزار وزير الأمن الجنوب افريقي سيدني موفامادي موقع الانفجار حيث التقى عملاء "اف. بي. آي". وأعلن في تصريح صحافي ان مكتب التحقيقات الفيديرالي يتبادل المعلومات مع شرطة جنوب افريقيا، ولم يستبعد أن تكون هناك علاقة بين اعتداء كيب تاون وتفجيري نيروبي ودار السلام. وذكرت صحيفة "كيب تاون" أن لدى الشرطة تغطية تلفزيونية من آلة تصوير للمراقبة الأمنية في المطعم تصور "شخصاً أسمر متوسط الطول يقف عند طاولة قبل انفجار القنبلة بقليل". واتصل مجهولان، قالا إنهما من جماعة "المسلمون المناهضون للظلم العالمي" بمحطة اذاعية وذكرا ان الانفجار جاء رداً على الهجمات الصاروخية الأميركية على أهداف في السودان وأفغانستان الأسبوع الماضي. لكن الجماعة نفت لاحقاً مسؤوليتها عن الانفجار. وفي إدغار تاون ولاية ماساتشوستس الأميركية، بعث الرئيس بيل كلينتون بتعازيه لضحايا انفجار جنوب افريقيا وضحايا هجمات على ثلاث حافلات في أوغندا جرت أول من أمس. وقال كلينتون في بيان أعلنه البيت الأبيض من ادغار تاون حيث يمضي عطلة: "انني وهيلاري ننضم للشعب الأميركي في الاعراب عن عميق تعاطفنا مع ضحايا هجمات التفجير ... ومع أسرهم وأصدقائهم ... إن الولاياتالمتحدة تندد بأقوى تعبير ممكن بهذه الهجمات الحمقاء على مدنيين أبرياء". وأوضح ان واشنطن ليس لديها دليل على وجود صلة من أي نوع بين تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا وبين انفجار جنوب افريقيا. وتواصلت أمس الاجراءات الأمنية لحماية المصالح الأميركية، خصوصاً بعد تحذيرات وجهت إلى سفارات أميركية عدة خلال الأسبوعين الماضيين. تظاهرة في باكستان وفي إسلام اباد تظاهر مئات من الطلاب الباكستانيين قرب السفارة الأميركية احتجاجاً على الهجمات الصاروخية الأميركية على مواقع يشتبه بأنها ارهابية في أفغانستان والسودان الأسبوع الماضي. وعززت اجراءات الأمن حول السفارة التي اقفلت كل الطرقات المؤدية إليها أمس. وينتمي المتظاهرون إلى حزب "الجماعة الإسلامية" الذي كان ارسل عناصر تابعة له إلى أفغانستان خلال الحرب لإطاحة النظام الشيوعي الموالي لموسكو آنذاك. وهتف الطلاب في التظاهرة، التي تعتبر الأكبر منذ الضربات الأميركية، بشعارات مناهضة للولايات المتحدة، وقالوا: "إن الجهاد هو الحل الوحيد لضرب الارهاب الأميركي". تحذيرات أميركية وكانت وزارة الخارجية الأميركية دعت الرعايا الأميركيين أول من أمس "إلى توخي أقصى الحذر" في جنوب افريقيا بعد الاعتداء بالقنبلة الذي أدى إلى تدمير مطعم "بلانيت هوليوود" في مدينة كيب تاون. وجاء في بيان للوزارة نشر في واشنطن "ان المطعم الذي يملكه مواطن جنوبي افريقي يمكن أن يكون استهدف بسبب روابطه المعلنة مع الولاياتالمتحدة ... ومن المحتمل أن يقوم منفذو الاعتداء بهجمات أخرى". إلى ذلك، أخطرت السلطات الأميركية شرطة برلين بإمكان تعرض مصالحها في العاصمة الألمانية لاعتداءات. وقالت الناطقة باسم وزارة الداخلية الألمانية ان السلطات المعنية تلقت البلاغ الأميركي قبل الاعتداء الذي استهدف "بلانيت هوليوود". وان هذا التحذير أخذ "على محمل الجد"