نيروبي، دار السلام، اسلام اباد - أ ف ب. رويترز - وعدت وزير الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بپ"جلب المجرمين" الذين فجروا سفارة بلدها في كل من نيروبي ودار السلام. واكدت خلال زيارتها القصيرة امس للعاصمتين الكينية والتنزانية ان الولاياتالمتحدة "ستُبقي على وجودها في افريقيا وخارجها". وتعرضت اولبرايت خلال وجودها في نيروبي الى انتقادات حادة من نواب كينيين اتهموها بمحاولة التهرب من مناقشة مسألة التعويضات عن المباني التي تعرضت لأضرار في محيط السفارة في نيروبي. وأكد أحد المحققين في تفجير السفارة الاميركية في دار السلام ان مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي استجوب مئة شخص في تفجير دار السلام، فيما رحل نحو 200 مواطن اميركي من باكستان امس اثر قرار التحذير الذي أصدرته واشنطن أول من أمس. وكانت أولبرايت أمضت نصف نهار أمس في دار السلام، واكدت ان الولاياتالمتحدة لن تخاف في معركتها من أجل السلام والديموقراطية. وقالت بعد 11 يوماً من الاعتداءين اللذين دمرا السفارتين الاميركيتين في دار السلام ونيروبي "كونوا على ثقة ان هذين الاعتداءين بالمتفجرات لن يحملا الولاياتالمتحدة على التخلي أو التراجع". وأضافت في مؤتمر صحافي: "لن نخاف، سنبقي على وجودنا في افريقيا وخارجها حيث سنكون موضع ترحيب وحيث ثمة حاجة الينا كما سنحافظ على التزامنا ببناء افريقيا جديدة". وأوضحت انه إذا كانت الهجمات تستهدف الولاياتالمتحدة فذلك لأن هذا البلد يدافع عن السلام وعن الازدهار والديموقراطية. وقالت: "أعرف ان تلك هي أهداف التنزانيين والأفارقة الآخرين. علينا مواصلة العمل معاً لتحقيق هذه الاهداف". وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس فولي أبلغ الصحافيين "هذه في الاساس فرصة لمواساة مجموعة كبيرة من الناس شهدت معاناة والشد على أيديهم". واسفر انفجار في السفارة الاميركية في تنزانيا في السابع من الشهر الجاري عن مقتل عشرة اشخاص على الأقل وإصابة 75 آخرين. وقتل انفجار سبقه بدقائق في سفارة الولاياتالمتحدة في نيروبي 247 شخصاً على الأقل وأصاب خمسة الاف آخرين. وصرح مسؤول في الحكومة الاميركية ان اولبرايت تسعى لإظهار تصميم حكومتها على مكافحة الارهاب الذي يبدو انه يحاول إزاحة الولاياتالمتحدة عن المسرح العالمي. وقال المسؤول "تعتزم الوزيرة اظهار تصميم الحكومة الاميركية على افشال نوايا الارهابيين ... وواقع الأمر اننا ننوي البقاء في البلدين وهي الوزيرة ستوضح ذلك". وزارت اولبرايت لدى وصولها الى دار السلام اطلال السفارة ووضعت اكليلاً من الزهور على مدخل المبنى الذي اقيمت دعامات داخله وخارجه. وفي نيروبي التي وصلتها اولبرايت بعد ظهر اليوم نفسه، استنكر أربعون نائباً كينياً في بيان وزعوه امس ما وصفوه "بموقف الغطرسة والاحتقار" الذي اتخذته واشنطن بعدما رفض الاميركيون طلبهم لقاء اولبرايت. واعتبر النواب ان رفض السلطات الاميركية لقاء النواب الكينيين وزيرة الخارجية "يعزز الاتهامات بالعنصرية التي وجهت الى الاميركيين الذين شاركوا في عمليات الانقاذ" في انفجار السفارة الاميركية. وطالب النواب بترحيل المعتقل الذي يشتبه في ان له علاقة بالانفجار الى الولاياتالمتحدة "لأن اعتقاله واستجوابه في كينيا يعرض هذا البلد لأعمال أخرى من قبل الارهاب الدولي". وتحدث مسؤولون في وقت سابق عن الانتقادات التي وجهت لسلوك الاميركيين في اعقاب تفجير سفارتهم في العاصمة الكينية. وكررت الصحف الكينية الشكوى من ان الجنود الاميركيين الذين ارسلوا الى موقع الحادث سيطر على سلوكهم القلق على سفارة بلادهم الى حد أعاق جهود الانقاذ. واتهمت الصحف الاميركيين بالاهتمام البالغ بمواطنيهم وعدم المبالاة بالقتلى والجرحى من الكينيين. ونفت برودنس بوشنل السفير الاميركية في كينيا هذه الاتهامات. وعلى صعيد التحقيقات، أعلن أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي "اف.بي.اي" امس ان المكتب استجوب 100 شخص في التحقيقات التي يجريها في الاعتداء على السفارة الاميركية في دار السلام. وقال كينيث بييرنيك على هامش زيارة اولبرايت لتنزانيا "ان الأدلة التي في حوزتنا حالياً قليلة جداً ولن استنتج أي شيء". وأضاف ان التحقيق "يبقى مفتوحاً". وقال بييرنيك ايضاً ان معاون سائق الصهريج الذي وضعت تحته القنبلة ما زال مفقوداً. وفي إطار الاجراءات الأمنية التي أعلنتها واشنطن في سفاراتها أخيراً، غادر حوالى 200 مواطن اميركي باكستان امس إثر قرار واشنطن ترحيل الموظفين غير الاساسيين وعائلاتهم من بعثاتها الديبلوماسية في هذا البلد. ونظمت عمليات الترحيل بناء على أمر من وزارة الخارجية إثر اعتداءي 7 آب اغسطس على السفارتين الاميركيتين في دار السلام ونيروبي وتوقيف مشتبه به في باكستان في اليوم نفسه وترحيله الى كينيا الجمعة الماضي. واشار السفير الاميركي توماس سايمون في تصريح صحافي الى ان الترحيل يتعلق بالسفارة الاميركية في اسلام آباد وقنصليات كراتشي ولاهور وبيشاور. وأكد ان "المسألة ما هي الا خفض موقت، وسيعود الاميركيون بعد ذلك". واغلقت أيضاً مدرستان اميركيتان، اضافة الى المراكز الثقافية الاميركية في البلاد. كما اتخذت وزارة الخارجية اجراءات مماثلة في كينياوتنزانيا حيث وقع الاعتداءان وسُمح برحيل الموظفين غير الاساسيين، وكذلك في البانيا واريتريا حيث صدر الأمر برحيلهم.