نيروبي، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أكد مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي اف. بي. اي وإدارة التحقيقات الكينية أن عناصر تابعة لهما دهمت فندقاً في نيروبي مساء أول من أمس. ونشرت صحيفة كينية تفاصيل العملية، مؤكدة ان الفلسطيني المشتبه به أرشد "اف. بي. اي" إلى الفندق حيث جرى تجهيز المتفجرات التي استخدمت في تفجير السفارة الأميركية في نيروبي يوم السابع من الشهر الجاري. كذلك أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن المشتبه به اعترف بوجود شبكة يديرها اسامة بن لادن تستهدف المصالح الأميركية في الخارج. وقال بيان مشترك ل "اف. بي. اي" وإدارة التحقيقات الجنائية الكينية إن عناصر منهما قامت بتفتيش في فندق "هيل توب" في نيروبي أول من أمس، وان "التحقيق يسير في شكل منطقي، وليس هناك مزيد من التصريحات التي يمكن الادلاء بها الآن". وقالت صحيفة "ديلي نيشن" الكينية إن محمد صديق هويدا، الفلسطيني المشتبه فيه الذي نُقل من كراتشي إلى نيروبي، خطط لاعتداء السابع من آب اغسطس الجاري على سفارة الولاياتالمتحدة في نيروبي وأرشد عناصر "اف. بي. اي" إلى الفندق في نيروبي حيث صنعت القنبلة التي أسفر انفجارها عن مقتل 247 شخصاً. وأضافت الصحيفة، من دون الاستناد إلى مصادر، ان القنبلة التي تزن 800 كلغ صنعت في "هيل توب هوتيل" وسط نيروبي. وأكدت ان 15 من عناصر مكتب التحقيقات الفيديرالي المسلحين يرافقهم عناصر من الشرطة الكينية قاموا أول من أمس طوال ساعتين ونصف الساعة بتفتيش الفندق وتوقيف مالكه ونقل وثائق اثبات. ونشرت الصحيفة صوراً فوتوغرافية لعملاء "اف. بي. اي" وهم ينقلون صندوقاً من المعتقد أنه يحتوي على "أدلة مهمة". ونقلت عن مصدر أنه "جرى تفتيش غرفتين في الفندق بحثاً عن أدلة، لكن يبدو ان المفجرين ازالوا كل المواد التي استخدمت في صنع القنبلة". ونقلت عن موظف في الفندق أنه وزملاءه ظلوا خارج الفندق أثناء قيام المحققين بالتفتيش. وقال: "اخرجوا صناديق عدة وبعدما بدأنا عملنا عادوا وحملوا صندوقاً آخر من الورق المقوى كانوا تركوه". وأشار إلى أن المدير لم يحضر للعمل أمس وأن موظفي الفندق يعتقدون أنه ما زال محتجزاً. وقال خالد صالح، المدير الثاني للفندق، للصحافيين إن الشرطة اعتقلت شريكه لاستجوابه. وأوضح أنه يستحيل أن تكون القنبلة جُمعت في الفندق، لأن عمال النظافة كانوا يدخلون الغرف كل يوم. وقال "تجميع القنبلة أمر مستحيل ... من المؤكد أنهم جمعوها في مكان آخر وإلا كنا سنلاحظ". وذكرت الصحيفة أن صديق هويدا الذي يوصف بأنه المخطط للاعتداء كان معه على الأرجح خمسة شركاء قُتل ثلاثة منهم في الانفجار وان الاثنين الآخرين تمكنا من الفرار. وأوضحت ان اثنين من الفلسطينيين ومصرياً وسودانياً استأجروا غرفتين في الفندق من 3 إلى 7 آب الجاري. وأضافت الصحيفة ان الفلسطيني غادر نيروبي مساء السادس من آب بعدما اطمأن إلى أن كل شيء على ما يرام بالنسبة إلى عملية التفجير. لكنه اعتقل في اليوم التالي في كراتشي عندما كان يحاول السفر إلى أفغانستان بجواز يمني مزور. وكانت مصادر قريبة من الاستخبارات الباكستانية في كراتشي أوضحت ان الفلسطيني 34 عاماً اعترف بأنه متورط في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام، وان اسامة بن لادن موّل العمليتين. كما اعترف، وفق المصادر نفسها، بأنه قدم مساعدة فنية لمنفذي التفجير في نيروبي، وأنه واحد من فريق يضم سبعة أشخاص بينهم مصريون ولبنانيون، وأنه كان يعيش في أفغانستان. وأشار إلى أن باقي أعضاء الفريق تمكنوا من الوصول إلى أفغانستان. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت ذكرت أول من أمس ان "التحقيق يجري في شكل جيد بفضل التعاون الكبير الذي يبديه المسؤولون الكينيون". وأوضحت ان التحقيق الجاري حالياً "بالغ الأهمية". إلى ذلك، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن تقارير لمسؤولين في الاستخبارات الباكستانية استجوبوا طوال أسبوع المشتبه به محمد صادق عودة، المعروف أيضاً باسم محمد صديق هويدا، الذي تم ترحيله من باكستان إلى كينيا. ونسبت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس إلى مسؤولين باكستانيين في إسلام آباد، لم تكشف اسماءهم، انه تم اعتقال اثنين آخرين يشتبه في تورطهما في انفجار كينيا اثناء محاولتهما العبور من باكستان إلى دولة أفغانستان المجاورة. وقال مسؤولون إن عودة زودهم المعلومات التي قادتهم إلى المشتبه بهما. وصرح مسؤولون بأن أحدهما سوداني والآخر سعودي وأنهما كانا يسافران بجوازي سفر يمنيين. وذكرت "واشنطن بوست" ان عودة اعترف بأن الشبكة التي يعنيها هي شبكة يمولها ويديرها بن لادن الموجود في أفغانستان. واستناداً إلى ما ورد في تلك التقارير التي نقلت عنها الصحيفة، أبلغ عودة المسؤولين في باكستان ان بن لادن يشرف على شبكة من المتشددين تضم ما يراوح بين 4000 و5000 فرد من عدد من الدول الإسلامية بعضهم ارسل للاشتراك في أعمال عسكرية في الخارج. وأضافت الصحيفة ان عودة أبلغ المحققين الباكستانيين أن بن لادن يملك ترسانة ضخمة من الصواريخ أرض - جو ومدافع مورتر وصواريخ ودبابات مخزنة في شتى أنحاء أفغانستان. وقال محققون كينيون وأميركيون الاثنين ان عودة لم يعترف بمسؤوليته، خلال التحقيق معه في كينيا، عن انفجار نيروبي أو عن الانفجار شبه المتزامن الذي استهدف السفارة الأميركية في دار السلام. وذكرت الصحيفة أن عودة أبلغ المسؤولين الباكستانيين أنه مهندس ارسل إلى كينيا لتقديم المساعدة الفنية ومساعدات أخرى للنقل والإمداد متعلقة بالانفجار، لكن طلب منه مغادرة كينيا قبل الانفجار بساعات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين انهم لم يدهشوا حين لم يكرر عودة روايته للمحققين الأميركيين والكينيين في نيروبي. وقال مسؤول للصحيفة: "إنه يدرك تماماً أن اعترافه المسجل عن عمليات الميليشيا المناهضة للولايات المتحدة ستقوده إلى المشنقة". وقال المسؤول إن عودة حاول، وهو في باكستان، كسب عطف محتجزيه. وأكد ان عودة فلسطيني من الأردن