ينعقد في جنوب أفريقيا الاسبوع القادم أكبر مؤتمر تنظمه الاممالمتحدة قبل أيام من حلول الذكرى السنوية الاولى للهجمات الارهابية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 أيلول /سبتمبر/ الماضي. وأشارت السلطات الاستخباراتية في جنوب أفريقيا إلى أنها لم تواجه "تهديدا مباشرا" موجها ضد قمة الارض الثانية أو ضد أي من الشخصيات الكبيرة التي من المقرر أن تشارك في فعاليات المؤتمر الذي سينعقد من 26 آب/أغسطس/ حتى 4 أيلول /سبتمبر/. غير أن جنوب أفريقيا تعتزم تنظيم عملية أمنية واسعة النطاق تضمن سلامة خمسين الف ضيف تقريبا من بينهم نحو مائة رئيس حكومة. ولن يسمح لاي طائرة بالتحليق في محيط ثلاثة أميال فوق مركز المؤتمرات. وتم تكليف العديد من الحراس الشخصيين والحرس العسكري بمرافقة كل زعيم دولة من المشاركين في المؤتمر. وسوف يكون فريق القوات الخاصة المعروف باسم "سوات" في جنوب أفريقيا على أهبة الاستعداد للتدخل في حالة وقوع عملية احتجاز رهائن أو هجوم على شخصيات هامة. ويبدو أن المحللين العسكريين المستقلين غير متفقين حول ما إذا كانت جنوب أفريقيا مكانا آمنا عندما يتعلق الامر بنشاط الارهاب الدولي. وقد أشيد بأفريقيا باعتبارها أكثر قارة آمنة بعد هجمات 11 أيلول /سبتمبر/ حيث أن عشرة بالمائة فقط من الهجمات التي شهدتها القارة العام الماضي يمكن تصنيفها باعتبارها من أعمال الارهاب الدولي. ولكن قلة فقط يمكنهم نسيان عمليات التفجير الارهابية للسفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزانيا في 7 آب /أغسطس/ عام 1998 التي أسفرت عن مصرع 224 شخص وإصابة آلاف آخرين. وبعد وقوع هذين الهجومين، اختار أحد المشتبه فيهم وهو تنزاني على صلة بأسامة بن لادن المتهم بكونه العقل المدبر للارهاب، أن يختبئ في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا. كما تم اتهام 11 شخصا يمينيا من مواطني جنوب أفريقيا الذين ينتمون لاصول أوروبية وتورطوا في مؤامرة للاطاحة بحكومة بريتوريا، بالخيانة في شهر آب /أغسطس/ فيما من المقرر احتجاز المزيد من الاشخاص. ويقول البروفيسير مايك هو من معهد الدراسات الاستراتيجية ومقره في بريتوريا "إن هجمات الارهاب الدولي في أفريقيا حاليا تتمثل في أغلب الاحيان في قتل سياح أجانب أو احتجاز رهائن أو عمليات اختطاف بواسطة متمردين أو مجرمين". وكانت جنوب أفريقيا قد شهدت في السنوات الاخيرة هجمات إرهابية محلية مثل عملية تفجير مطعم بلانيت هوليود الذي يقع على شاطئ مدينة كيب تاون عام 1998 مما أسفر عن مصرع شخص وإصابة 26 آخرين. وقال المحلل العسكري هنري بوشوف إنه لا يمكن التأكد من أن انعقاد قمة من هذا النوع في دولة أفريقية لن يمثل فرصة مثالية لشن هجوم آخر على مستوى هجمات 11 أيلول /سبتمبر/. وقد تم تغيير موعد انعقاد القمة وسط مخاوف دولية من وقوع هجوم إرهابي آخر بعد عام من 11 أيلول /سبتمبر/ عام 2001. ويبدو أن هناك اتفاقا واسع النطاق على أن إرهابا من نوعية مختلفة يتمثل في مستوى مرتفع من الجريمة، يمثل خطرا كبيرا على أي مؤتمر ينعقد في جنوب أفريقيا، خاصة إذا كان مكان انعقاده في جوهانسبرج. ففي إقليم جوتنج الذي يضم جوهانسبرجوبريتوريا، يبلغ معدل أفراد الشرطة بالنسبة لعدد السكان شرطيا لكل 370 مواطنا. ومع نشر أعداد إضافية من الضباط وقوات الاحتياطي خلال القمة، فإن عدد رجال الشرطة إلى المواطنين سوف يرتفع أكثر. ورغم ذلك يبدو أن جرائم العنف ما تزال مستمرة في أعلى معدلاتها حيث وقع هجومان منفصلان على مراكز للتسوق في جوهانسبرج على مدى ثلاثة أيام لقي خلالهما أحد المتسوقين وحارس أمن مصرعهما. ومن المقرر أن تقوم إحدى فرق قوات الدفاع الكبيرة وشرطة الكوارث الخاصة ووحدات رد الفعل بدوريات أثناء القمة. وتم طمأنة وفود الاممالمتحدة الذين يبلغ عددهم عشرين الف شخص على سلامتهم داخل مركز المؤتمرات وفي المنطقة المحيطة به في ضاحية ساندتون الراقية في شمال جوهانسبرج. وسوف يتم نشر عشرين ألف شرطي في شوارع ساندتون وفي المناطق المحيطة بها مباشرة وفي منطقة أخرى جنوبالمدينة حيث سيشارك عشرات الالاف في منتدى للمجتمع المدني ينعقد بالتوازي مع القمة. ولكن تعهد سلطات الشرطة بأن جوهانسبرج العاصمة التي تنتشر فيها جرائم العنف على نطاق واسع، سوف تكون خالية فعليا من الجريمة، قوبل بالشك والسخرية. وتحذر السفارات موظفيها بعدم الخروج ليلا في الشوارع في الوقت الذي لا يوقف فيه المواطن العادي في جنوب أفريقيا عادة سيارته عند الاشارات الضوئية خشية التعرض للاختطاف. ويخشى السكان المحليون الذين يتعرضون يوميا لتقارير عن وقوع جرائم قتل وسرقة واغتصاب من أن تركز أفراد الشرطة في المنطقة القريبة من جهة انعقاد القمة قد يتركهم دون حماية في مواجهة الجريمة. وسوف يستمر الكثيرون في الاحتماء خلف الجدران الامنية والاسوار المكهربة التي تحيط بضواحي مثل ساندتون بدلا من الاعتماد على قوات الشرطة الجنوب أفريقية التي كانت تعرف بالوحشية في عهد التمييز العنصري وأصبحت تعتبر اليوم غير فعالة.