ردّ لبنان على تصريحات كان أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن ان "واقعاً جديداً" نشأ منذ التصويت على قرار مجلس الأمن الرقم 425 قبل 20 عاماً، يبرر المطالبة الاسرائيلية بالتفاوض على تنفيذ هذا القرار"، بالتأكيد "ان هذا الواقع الجديد هو لمصلحة الموقف اللبناني". وجاء الرد اللبناني امس على لسان رئىس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال من دون ان يسمي أنان: "يقولون اليوم ان منذ 20 عاماً الى اليوم تغيرت معطيات، وهذا صحيح. لكن لمصلحة من؟ ألم يدفع لبنان اي ثمن على الاطلاق؟ والشروط كانت مفروضة في نص كان موجوداً العام 1978". وسأل بري "هل المقاومة في الجنوب عامل ايجابي لمصلحة لبنان ام عامل سلبي؟ وهل الوحدة اللبنانية القائمة المتراصة الآن هي لمصلحة لبنان اكثر ام بعد حوادث 1975 اكثر؟ وهل قوة الجيش اللبناني كانت آنذاك اقوى من قوته الآن؟ وهل كان تضامن كل لبنان خلف الجنوب وأهله، افضل من الأن؟". وقال بري "يجب ان نحسن شروط القرار 425. وعندما ترضى اسرائىل بتنفيذه فليس منّة منها، بل اذعان لبندقية المقاومة ولوحدة لبنان". وكان بري يتحدث خلال افتتاحه مؤتمر البرلمانيين المتحدرين من اصل لبناني الذي ينعقد في بيروت بالتزامن مع الذكرى الثانية لمجزرة قانا التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي اثناء عدوان "عناقيد الغضب" ضد جنوبلبنان في 18 نيسان ابريل في العام 1996. راجع ص 2 وشهد يوم امس سلسلة عمليات لافتة للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي نفّذتها ثلاثة تنظيمات هي "المقاومة الاسلامية" ومنظمة "الزوبعة" التابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي وحركة "أمل" أدت عمليتها إلى جرح أربعة جنود اسرائيليين. ودعا بري النواب المتحدرين من اصل لبناني المشاركين في المؤتمر الثالث لهم في بيروت الى "مشاركة لبنان العمل على تأكيد الموقف اللبناني الذي ينطلق من التمسك بنص القرار 425 وروحه، ورفض اي تفسيرات او اجتهادات اسرائيلية"، مشيراً الى "ان تقرير الامين العام السابق للامم المتحدة كورت فالدهايم في العام 1978 حدد المهمات المنوطة بقوات الطوارئ الدولية وهي تأكيد الانسحاب الاسرائيلي وإعادة السلام والأمن الدوليين". على صعيد آخر، واستناداً الى ورقة العمل المشتركة التي أعدّها نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السورية فاروق الشرع من جهة ورئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ووزير الخارجية فارس بويز والتي تتضمن خطة تحرك في مواجهة التحرك الاسرائيلي في شأن القرار 425، توقعت مصادر لبنانية رسمية ان ينطلق التحرك اللبناني نحو عواصم الدول المعنية، الثلثاء المقبل، فيستدعي الوزير بويز سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي لإبلاغهم رسمياً تفاصيل الموقف اللبناني الرافض الطرح الاسرائيلي وأي تعديل على قراري مجلس الامن الدولي 425 و426 والمصرّ على استئناف مفاوضات السلام على قاعدة مؤتمر مدريد ومن حيث وصلت في واي بلانتيشن... وفي اليوم نفسه يلبي الحريري دعوة رسمية الى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية عمرو موسى، كانت مقررة قبل الاتفاق على التحرك المشترك مع بويز، نحو القاهرة والمغرب والمملكة العربية السعودية ودول خليجية، ثم الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي بدءاً من الشهر المقبل، وستسبقها رسائل الى هذه الدول تتضمن الموقف اللبناني. ويعد الوزير بويز رسائل خاصة الى أنان، رداً على الرسالة الاسرائيلية اليه، وإلى بريطانيا بصفتها رئيسة الدورة الحالية للمجموعة الاوروبية والى وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت، رداً على رسالتها الى لبنان، ووزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين رداً على رسالته اليه، وتتناولان ايضاً محادثات كل منهما مع وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي في شأن اقتراحه تنفيذ القرار 425. وسيبعث لبنان برسائل الى مجموعة دول عدم الانحياز والدول العربية قاطبة، والجامعة العربية. وينتظر ان يضع الحريري وبويز في اجتماع قريب يعقد بينهما بعد الاجتماع التنسيقي الذي عقده الحريري مساء امس مع رئيس الجمهورية الياس الهراوي، جدول الزيارات المشتركة التي سيقومان بها نحو الدول المعنية. وأملت المصادر الرسمية ان يفتح التحرك اللبناني افقاً جدياً لتنفيذ القرار 425 على غير الاسس الاسرائيلية، وأن يفتح الباب لاستئناف عملية السلام المجمدة بدلاً من ان يقضي الطرح الاسرائيلي على آمال اعادة تحريكها.