في إشارة إلى "نفاد صبرها" حيال رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو، أعدت القاهرة ملفاً يتضمن "بذاءاته وأكاذيبه" التي وقعت مصر ضحيتها بعدما تعاملت معه مراراً - استناداً إلى وعود لا تٌنفذ - على أمل تنفيذ وعد واحد في شأن احترام الاتفاقات على المسار الفلسطيني. وتعتزم القاهرة تحريك الملف إعلامياً وسياسياً باتجاه الشعب الاسرائيلي وقوى السلام هناك وجميع الأطراف المعنية، مساهمة في تعرية مواقفه أمام الرأي العام، وتحميله مسؤولية الانهيار الذي تتعرض له عملية السلام والخداع الذي يمارسه سواء تجاه مصر أو الأطراف الأخرى المعنية. لكن تحريك الملف ينتظر الوقت المناسب، أي تحديداً ما ستسفر عنه المبادرة الاميركية وحسم نتانياهو موقفه النهائي منها قبولاً او رفضاً. وتقول مصادر مصرية مطلعة ل "الحياة" إن إعداد الملف جاء بعد طول صبر على رئيس حكومة اسرائيل "وبعدما بلعت مصر أشياء كثيرة من أجل عملية السلام وعدم توتير الجو في المنطقة، منها هجوم وقح من بعض وسائل الإعلام الاسرائيلية ومسؤولين في حكومة ليكود على القيادة السياسية وجهاز الديبلوماسية في مصر وانتقاد أوضاع داخلية فيها، ومنها ايضاً تصرفات المستشار الصحافي لسفارة اسرائيل في القاهرة ليئور بن دور، واستفزازات السفير الاسرائيلي في القاهرة تسفي ميزئيل علاوة على حبكة الاتهام المزعوم للسفير المصري في تل ابيب محمد بسيوني بالتحرش براقصة اسرائيلية". ويعتبر هذا الملف ان نتانياهو "لا يفي بوعد، كجزء من سياسته، فهو اعتاد الحنث بوعوده" منذ لقائه الأول مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة نهاية العام 1996 وخلال لقائين تاليين في شرم الشيخ في أيار مايو 1997 والقاهرة في آيار مايو 1998. كما يشير الملف إلى وقائع عدة أبرزها كذب نتانياهو على الرئيس مبارك - خلال المفاوضات التي سبقت التوصل الى اتفاق الخليل في شباط فبراير 1997- في شأن المواقف التي كان عليه ان يتخذها للوصول الى اتفاق. ويشير ايضاً الى كذب نتانياهو في مسألة إعادة الانتشار ضمن المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية، وتأكيده في القاهرة عزمه على تنفيذ هذه المرحلة، وتراجعه في تل أبيب عن وعوده، وتعهده بإقناع شركائه في الائتلاف الحاكم بالتنفيذ قبل استسلامه لضغوط داخلية، ثم استبعاده فكرة إجراء استفتاء شعبي غير شرعي على التنفيذ - اذا طُرحت هذه الفكرة في اسرائيل - الا انه تبنّى شخصياً هذه الفكرة، علاوة على تعهده احترام اتفاقات أوسلو ثم تنكره لهذه الاتفاقات.ويؤكد التقرير أن نتانياهو لم يعد يدرك المسافة بين الحقيقة والكذب وبين رغباته والواقع. ويسجل الملف "أول بذاءة" وجهها نتانياهو للقيادة السياسية حين تطاول بالقول انه "ليس واقفاً بالباب بانتظار زيارة القاهرة" رداً على رفض الرئيس مبارك لقاءه قبل أن يكون لديه جديد يمكن تقديمه والاقتناع به. ويتضمن الملف "شهادات اسرائيلية" مأخوذة مما نُشر في الصحف العبرية الشهر الماضي، خصوصاً صحيفتي "معاريف" و"جيروزاليم بوست"، فالاولى اتهمته بالكذب والثرثرة حتى الهذيان وبخداع الشعب الاسرائيلي. أما الثانية فطالبت المعتدلين في حكومته "بتغييره"