طرح موضوع تقديم موعد الانتخابات الاسرائيلية نفسه بقوة امس بعدما تأكد ان الغالبية في الكنيست البرلمان الاسرائيلية ستصوت الى جانب اقتراح بحجب الثقة عن الحكومة الاثنين المقبل. وهدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس باجراء انتخابات مبكرة ما لم تدعم الكنيست سياسته الخاصة بعملية السلام، فيما اكد وزير الخارجية ارييل شارون ان نتانياهو اتخذ فعلا ً قرار تقديم الانتخابات "لان الوضع الان لا يسمح لنا بالاستمرار ولاننا وجدنا انفسنا في مأزق". كذلك دعا زعيم المعارضة العمالية ايهود باراك امس الى اجراء انتخابات مبكرة رافضاً نداء نتانياهو لدعم سياسته في عملية السلام. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي امام مؤيدي تكتل "ليكود" في مقر الحزب في تل ابيب، انه سيطرح خمسة شروط على الفلسطينيين لمواصلة عملية السلام وفي حال عدم حصوله على دعم سياسته من الكنيست الاثنين المقبل، فسيدعو الى اجراء انتخابات عامة. ونُقل عن مصدر قريب من نتانياهو قوله ان رئيس الوزراء قرر اجراء انتخابات في ايار مايو او حزيران يونيو بينما كان من المقرر ان تجرى في العام 2000، علما ان الرئيس ياسر عرفات لوح باعلان الدولة الفلسطينية في ايار مايو المقبل. وسيوفر قرار تقديم موعد الانتخابات العامة في اسرائيل ذريعة قوية لنتانياهو لوقف تطبيق مذكرة "واي ريفر" وعدم الدخول في مفاوضات الحل النهائي التي من المقرر ان تنتهي في اواخر شهر نيسان ابريل المقبل وفقاً لما نصت عليه اتفاقات اوسلو. واكدت مصادر سياسية اسرائيلية ان نتانياهو، الذي أفشل زيارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون للمنطقة من اجل ارضاء اعضاء في حكومته من اليمين المتطرف، لم يتمكن من اقناعهم بالعدول عن قرارهم حجب الثقة عن الحكومة، فيما خسر بسبب موقفه المتشدد "شبكة الامان" التي وعدته بها الاحزاب المعارضة بعدما اتضح لها انه لا يعتزم تنفيذ مذكرة "واي ريفر". وقالت المصادر ذاتها ان نتانياهو قرر القيام بهذه الخطوة "لانه لا يريد الخضوع لمزيد من ابتزازات اليمين المشارك في ائتلافه الحكومي قبل التصويت على حجب الثقة الاثنين المقبل". وجاء قرار نتانياهو بعد ساعات قليلة من تقديم وزير المال يعقوب نئمان استقالته من الحكومة، وعشية اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي عن "موقفه السياسي ازاء التطورات الاخيرة" في ظل احتدام الخلافات في الرأي بين الجانبين حول تنفيذ مذكرة "واي ريفر" في ما يتعلق بالافراج عن اسرى سياسيين فلسطينيين من السجون الاسرائيلية. كذلك رفض زعيم حزب "غيشر" عضو الكنيست ديفيد ليفي تسلم منصب وزير المال بعد استقالة نئمان. وقالت مصادر برلمانية اسرائيلية ان نتانياهو يكسب بدعوته شخصياً الى تقديم موعد الانتخابات مزيداً من الوقت، ففي هذه الحال سيحدد هو موعد الانتخابات، اما في حال حجب الثقة عن حكومته فإن الموعد يُحدد بالتشاور مع الاحزاب الاخرى، خصوصاً حزب العمل المعارض. وكانت الحكومة الاسرائيلية قررت في اجتماعها امس ارجاء عملية الانسحاب الثانية من الضفة الغربية بحسب اتفاق واي ريفر والتي كان ينبغي تنفيذها غداً الجمعة حسب الجدول الزمني للاتفاق. واعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قرار حكومة نتانياهو هذا "خرقاً واضحاً وخطيراً لاتفاق واي ريفر"، واعرب عن قناعته لدى عودته الى غزة امس من القاهرة حيث التقى الرئيس حسني مبارك بأن "الادارة الاميركية والرئيس بيل كلينتون لن يوافقا عليه". واوضحت الاذاعة الاسرائيلية ان نتانياهو قال لوزرائه ان الفلسطينيين "لم يحترموا تعهداتهم في اطار اتفاق واي ريفر وبالتالي فان انسحاب الجيش الاسرائيلي المقرر الجمعة لن يحصل". وكان من المقرر ان يتم الانسحاب غداً من 5 في المئة من الضفة الغربية.