بعد أقل من 48 ساعة على تصريح وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، الذي صرح لتلفزيون روسيا الجمعة إنّ القاهرة لن تتعامل مع وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف أفيغدور ليبرمان، وأنّها ستتعامل مع أي اقتراح للحكومة الإسرائيلية ولكن ليس من خلال وزير الخارجية الإسرائيلي، وأنّ ليبرمان بالطبع لن يزور القاهرة ما ظلت مواقفه دون تغيير، وأنّ على المرء أن يفكّر في عواقب الإشارات التي يرسلها من عقله إلى لسانه أثناء الكلام وهناك عواقب بالنسبة لمصر. وكشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية، في عددها الصادر الجمعة، النقاب عن أنّ مدير المخابرات المصرية العامة الجنرال عمر سليمان سيجتمع بوزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان يوم الأربعاء القادم خلال زيارته لإسرائيل. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنّ الجنرال سليمان هو من أقرب المقربين من الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، وأنّه المسؤول عن ملف إسرائيل وملف فلسطين في أجهزة المخابرات المصرية، ويعتبر من أهم صنّاع القرار في القاهرة، وتابعت نقلاً عن مصادر مصرية وصفتها بأنّها رفيعة المستوى قولها إنّ الحكومة المصرية لن تقاطع أيّ وزير إسرائيلي في الحكومة الجديدة، بما في ذلك الوزير ليبرمان. وعبّرت المصادر المصرية عينها عن أملها في أن يستغل وزير الخارجية الإسرائيلي اللقاء المرتقب مع الجنرال سليمان من أجل تصحيح الأخطاء التي ارتكبها عندما أطلق التصريحات المعادية لمصر، وأن يفتح صفحة جديدة مع المصريين. يشار إلى أنّ ليبرمان كان قد هدد في الماضي غير البعيد بقصف السد العالي، كما قال من على منصة الكنيست إنّه إذا واصل الرئيس المصري مبارك رفضه زيارة إسرائيل، فليذهب إلى الجحيم، الأمر الذي دفع الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، ورئيس الوزراء السابق، ايهود أولمرت، للاتصال بمبارك والتعبير له عن أسفهما الشديد لهذه التصريحات التي لا تعبّر عن موقف الدولة العبرية الرسمي من مصر. وتابعت الصحيفة قائلة إنّه خلال زيارة الجنرال سليمان للدولة العبرية سيجتمع إلى كل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، إيهود باراك، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، وإلى رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك الإسرائيلي)، يوفال ديسكين، وإلى المسؤول عن الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية، عوفر ديكل، ولفتت الصحيفة إلى أنّ الزيارة رتبت من قبل مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، د. عوزي أراد، الممنوع من دخول أمريكا بسبب تورطه في قضية تجسس ضد واشنطن. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مقربين من مدير المخابرات المصرية قولهم إنّ الهدف من الزيارة هو التعرف على الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ومحاولة دفع عملية السلام مع الفلسطينيين إلى الأمام، والأهم من هذا وذاك، أن يُسمع أقواله، وأن يستمع إلى أقوال صناع القرار في تل أبيب، على حد تعبير المصادر المصرية عينها. وزادت الصحيفة قائلة، عمليا، إنّ الزيارة ستكون بمثابة التحضير للقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس المصري مبارك، والذي من المقرر أن يخرج إلى حيّز التنفيذ في أواخر شهر أيار (مايو) القادم أو أوائل شهر حزيران (يونيو). ولفتت الصحيفة إلى أنّ المسؤولين الإسرائيليين سيطلعون الجنرال سليمان على مواقفهم في قضية الجندي الإسرائيلي الأسير، غلعاد شليط، وموقفهم من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقالت مصادر إسرائيلية للصحيفة العبرية إنّ زيارة الجنرال سليمان في هذا التوقيت بالذات، على خلفية المعلومات عن التنسيق الأمني المصري الإسرائيلي في ملاحقة خلايا حزب الله في مصر، تؤكد أنّ المصريين يولون أهمية كبرى للتعاون الأمني بين الدولتين. ولفتت مصادر مصرية إلى أنّه من الممكن جداً أن تطرأ تغييرات في اللحظة الأخيرة على جدول أعمال زيارة الجنرال سليمان إلى إسرائيل.