باريس - رويترز - على الرغم من محاولات لا تنتهي لتصوير الأميرة الراحلة ديانا على أنها ضحية لمؤامرات سرية، يبدو ان الأميرة ماتت لأقل الأسباب إثارة: سائق مخمور قاد السيارة بسرعة عالية. قال مسؤول بارز في الشرطة الفرنسية: "كان مجرد حادث نتج عن زيادة السرعة. توقفنا عن البحث عن أدلة عن وجود مؤامرة". ومع دخول التحقيقات الجنائية شهرها الثاني عشر ما زال أمام المحققين الفرنسيين بعض الخيوط التي يتعين ان يصلوا لنهايتها وبعض الأمور الغامضة. لكنهم يؤكدون، كما كانوا يقولون منذ البداية، ان السرعة الزائدة وسكر السائق هما المسؤولان أساساً عن الحادث الذي أودى بحياة الأميرة وصديقها عماد الفايد والسائق هنري بول في 31 آب اغسطس الماضي في باريس. وبدأ محققو الشرطة بالفعل في وضع اللمسات الأخيرة على تقريرهم النهائي الذي سيقدم للقاضي ارف ستيفان الذي يتولي التحقيقات. وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه: "لقد أنهوا عملهم". وأضاف انه حتى البحث عن سيارة فيات اونو بيضاء غامضة يعتقد انها احتكت بالمرسيدس التي أقلت الاميرة قبيل الحادث تم التخلي عنه، على رغم ان المحققين ما زالوا يعتقدون ان السيارة موجودة. ويفيد محامون ومصادر قريبة من التحقيقات ان القاضي ما زال يريد استجواب المزيد من الشهود ودراسة تقريرين لم يستكملا بعد يعدهما خبراء من الخارج قبل ان يختتم هو نفسه عمله ويقدم تقريره. وقد يستمر ذلك حتى مطلع العام المقبل أو منتصفه. ويهدف واحد من التقريرين الفنيين إلى معرفة ما اذا كانت مشكله في كوابح فرامل السيارة أسهمت في وقوع الحادث. واثار هذا الاحتمال في حزيران يونيو الماضي نيل سيغل مدير شركة ايتو الليموزين التي أجّرت السيارة لفندق ريتز. ويبحث الآخر في ما إذا كانت وسائد الهواء في السيارة انفتحت قبل موعدها عندما اصطدمت بالعمود الخرساني في النفق تحت ميدان الما أو قبل ذلك عندما احتكت السيارة بالفيات. وغمرت نظريات المؤامرة مواقع الانترنت بتكهنات عن ان قوى خفية، وربما العائلة المالكة البريطانية، دبرت قتل ديانا لمنعها من الزواج من عماد الفايد المصري المسلم. وقال محمد الفايد، والد عماد، الذي يملك متاجر هارودز في لندن وفندق ريتز في باريس حيث تناول عماد وديانا عشاءهما الاخير: "اعتقد بنسبة 9،99 في المئة ان الأمر لم يكن مجرد حادث". لكن التحقيقات تفيد انه ليس هناك دليل واحد يؤيد نظرية المؤامرة هذه. كما رفض المحققون كذلك إلقاء اللوم على المصورين الصحافيين في وفاة ديانا قائلين إن المصورين الذين لاحقوها كانوا على مسافة بعيدة وراء السيارة عندما فقد السائق سيطرته عليها. وقالت مصادر مقربة من التحقيق إن بعض المصورين ما زالوا عرضة لتوجيه اتهامات بعدم مساعدة ضحايا الحادث وهو عمل يحاسب عليه القانون في فرنسا. ويركز ستيفان ألان على ما اذا كان فندق ريتز او صاحب السيارة سيتحمل جانباً من المسؤولية عن وقوع الحادث. وتم استدعاء فرانك كلين رئيس فندق "ريتز" وكلود رول مدير الفندق ويجل مدير ايتوال ليموزين لاستجوابهما في وقت لاحق هذا الشهر. ويقول المحققون إن دم السائق كان يحتوي على نسبة من الكحول أعلي من المسموح بها، ولم يكن مرخصاً له بقيادة سيارات كبيرة مثل المرسيدس 280 اس، وانه كان يقود بسرعة تتراوح بين 150 و180 كيلومتراً في الساعة عندما فقد سيطرته على السيارة. وقال ألان ولوميز، النادل في الفندق للمحققين، إن كلين حثه لمصلحة العائلة المالكة على ان يتأكد من ألا يحتسي بول سوى العصائر قبل ان يقود السيارة تلك الليلة. واضاف ان بول في الواقع كان يترنح عندما غادر الفندق. والتركيز في التحقيق على ادانة الفندق جاء باقتراح من كريستيان كرتل محامي تريفور ريس جونز الحارس الخاص والناجي الوحيد من الحادث والراكب الوحيد في السيارة الذي كان يربط حزام المقعد. وبعد الحادث دفع محمد الفايد تكاليف علاج ريس جونز في المستشفى وعرض عليه وظيفة في هارودز. وترك الحارس العمل في هارودز في نيسان ابريل الماضي، وفي الشهر الماضي طلب من القاضي توسيع نطاق التحقيقات والتدقيق في دور المسؤولين في فندق ريتز. وإذا ثبت رسمياً تورط مسؤولي الفندق في الحادث، فإن المحكمة قد تأمر الفايد بدفع تعويضات للأطراف الاخرى في القضية ومنهم ريس جونز.