في خطوة غير مألوفة وجه أربعة من كبار السياسيين الروس نداء إلى الحكومة طالبوا فيه بتحديد "موقف واضح" حيال المشكلة الشيشانية والامتناع عن تكرار "أخطاء الماضي". ووصف النداء بأنه اعلان عن قيام تحالف سياسي جديد بزعامة رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين لخوض المعركة الرئاسية المقبلة. وإلى جانب تشيرنوميردين، وقع النداء رئيس جمهورية تترستان نتمير شايمييف، ومحافظ اقليم كراسنويارسك الجنرال الكسندر ليبيد والأمين التنفيذي لرابطة الدول المستقلة بوريس بيريزوفسكي. وفي اتهام غير مباشر إلى الحكومة بأنها لا تملك سياسة واضحة حيال المشاكل الاقليمية والقومية، طالب الموقعون ب "صياغة موقف فوري ومفهوم" حيال الشيشان والقوقاز بعامة. واعتبروا ان مشاكل المنطقة أخذت تستفحل، وبلغت ذروتها بمحاولة اغتيال الرئيس اصلان مسخادوف، وأشاروا إلى أن "السلفيين يرفعون رؤوسهم لاحساسهم بأنهم في منجى من العقاب". وكان "الأربعة الكبار" لعبوا أدواراً مهمة في القضية الشيشانية، إذ بدأت الحرب عندما كان تشيرنوميردين رئيساً للوزارة وقام شايمييف بدور بارز في الوساطة بين موسكو وغروزني، ووقع ليبيد اتفاقية السلام عندما كان سكرتيراً لمجلس الأمن القومي، فيما تولى نائبه في هذا المنصب بوريس بيريزوفسكي "مهمات خاصة" لاقناع الشيشانيين بأن لهم مصالح "نفطية" مشتركة مع موسكو. وصدر البيان عشية لقاء يفترض أن يتم هذا الأسبوع بين مسخادوف ورئيس الوزراء الروسي سيرغي كيريينكو الذي وصف مكتبه الصحافي نداء الأربعة بأنه "تسجيل واقع قائم"، وأشار إلى أن السلطة التنفيذية بدأت خطوات لتطبيع الوضع من دون "تنبيه" خارجي. وعلى رغم خطورة الوضع القوقازي وكونه يتطلب تحركاً سريعاً، إلا أن السياسيين والمحللين في موسكو اعتبروا نداء الأربعة بمثابة اعلان عن قيام تحالف جديد يضم شخصيات تلعب دوراً فاعلاً للغاية وتحظى بدعم من الاقليم، إضافة إلى زخم مالي يؤمنه البليونير اليهودي الأصل بيريزوفسكي ومؤسسة "غاز بروم" القوية الموالية لتشيرنوميردين.