اكمل القائد الميداني شامل باسايف تشكيل الحكومة الشيشانية الجديدة فيما اعلن المدعي العام الروسي يوري سكوراتوف ان امر القاء القبض على باسايف "ما زال قائماً ... اياً كان منصبه". وفي غضون ذلك اكد الناطق الرسمي باسم الكرملين ان زيارة الرئيس بوريس يلتسن الى غروزني "غير مجدية" حالياً. وكان باسايف قاد عام 1995 عملية ضد مدينة بوديونوفسك الروسية قتل خلالها زهاء 130 شخصاً واحتجز مئات الرهائن في دار للولادة، واعتبرته موسكو منذ ذلك الحين "ارهابياً مطلوباً للعدالة". واحتل باسايف في الانتخابات الرئاسية الشيشانية المرتبة الثانية بعد اصلان مسخادوف الذي كلفه تشكيل الحكومة، وأعلن امس انه اكمل المهمة وقرر استحداث وزارة للدفاع واخرى ل "امن الشريعة" تكون بديلاً من وزارة الداخلية. وبصفته قائماً بأعمال رئيس الحكومة استقبل باسايف السبت الماضي نائب رئيس الوزراء الروسي رمضان عبداللطيفوف الذي ذكر ان مفاوضاته في غروزني كانت "مهمة ونافعة". لكن رئيس هيئة الادعاء العام الفيديرالية عقد امس مؤتمراً صحافياً ذكر فيه ان باسايف "يبقى شخصاً متهماً بجرائم فادحة منها الارهاب، اياً كان منصبه" وذكر ان امر القاء القبض عليه ما برح سارياً. وأضاف ان جميع المسؤولين الروس الذين يلتقون باسايف ملزمون الادلاء بأقوالهم كشهود ومنهم عبداللطيفوف. ويرى المراقبون ان هذا الموقف يبرهن ان روسيا لا تملك سياسة واضحة في التعامل مع الشيشان وان هناك تناقضات في القيادة السياسية ازاء الموقف من غروزني. وظهر ذلك بوضوح اثر اطلاق وزير الداخلية اناتولي كوليكوف تهديداته في شأن انزال "ضربات وقائية" بالاراضي الشيشانية. وفي رد غير مباشر اكد سكرتير مجلس الامن القومي ايفان ريبكين امس ان "أفضل اجراء وقائي" هو تنفيذ 40 اتفاقية اقتصادية معقودة بين غروزني وموسكو، وذكر ان الحكومة الروسية "لا تعمل الا القليل" في هذا الاتجاه. وكان من المقرر ان يقوم الرئيس الروسي بزيارة الى غروزني وأعلن يلتسن انها سوف تتم في الشهر الاول من السنة الحالية، بيد ان سكرتيره الصحافي سيرغي ياسترجيمبسكي ان الزيارة "غير مجدية حالياً ... لأن تحضيراً عملياً لم يسبقها". وبدلاً منها سيلتقي يلتسن وجوه وأعيان القوقاز "للبحث عن سياسة روسية في الشؤون القومية". ولم يوضح الناطق الرسمي الجهات التي تتحمل مسؤولية اعلان الزيارة ثم الغائها عملياً، علاوة على انه اعترف بأن موسكو لا تملك حتى الآن سياسة واضحة لمعالجة المشاكل القومية في خاصرتها الجنوبية الضعيفة.