بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - يعود الى بغداد غداً براكاش شاه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في العراق، حاملاً رسالة "صارمة" من الاخير بوجوب استئناف التعاون مع فرق التفتيش الدولي. وبعد اتهام أنان العراق بانتهاك قرارات مجلس الأمن، صعّدت بغداد لهجتها ضد رئيس اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع اسلحة الدمار الشامل اونسكوم ريتشارد بتلر، واتهمه ناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام العراقية امس بتنفيذ "سياسة عدائية اميركية" ضد العراق وبالتجسس لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي.آي.اي. وقال الناطق ان بتلر "يرتكب اكثر اعمال الارهاب قذارة عندما ينفذ مؤامرة دبرتها الولاياتالمتحدة المسؤولة عن ارتكاب عمليات قتل جماعي ضد الشعب العراقي". وزاد ان رئيس اللجنة الخاصة "برهن على صلته بوكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الاميركية". في الوقت ذاته عددت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي نجل الرئيس صدام حسين ما وصفته ب"الخطايا العشر" للجنة الخاصة. وأشار الناطق الى ان بتلر دافع في تصريحات الى شبكة "فوكس" الأميركية الجمعة الماضي عن موقف اميركا "المتمثل بعرقلة نقل الملف النووي الى مرحلة الرقابة الدائمة زاعماً ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية توسلت الى العراق لإعطائها الأدلة، لكنه رفض ذلك". وأ ضاف ان "لا صحة لهذه المزاعم، اذ لم تطلب الوكالة شيئاً من هذا، كما لم يرد ذلك في أي من تقاريرها أو تصريحات مسؤوليها التي أشارت كلها الى ما يوجب نقل الملف النووي الى مرحلة الرقابة". واعتبر ان "السفير بتلر الذي يفترض فيه انه موظف دولي يعمل لدى الاممالمتحدة ويتبع سياقاتها الديبلوماسية الدولية سواء في السلوك والمواقف أم في التصريحات، اعتاد على الخروج عن هذه السياقات، وعلى التصرف بوصفه شرطياً اميركياً على نحو يفتقر كلياً الى الحد الأدنى من اللياقة الديبلوماسية وما تقتضيه وظيفته الدولية من حياد ونزاهة وموضوعية". وذكر ان رئيس اللجنة الخاصة "تحدث عما يسميه الاميركيون الحل العسكري أي اللجوء الى القوة الغاشمة والعدوان على الشعوب لفرض سياساتهم المرفوضة، وحين قال مخاطباً مجلس الأمن "حاسبوا العراق" واستخدم أمثالاً وعبارات تدلل على سوء نياته وافتقاره لأبسط شروط التهذيب واللياقة الديبلوماسية". وشدد على ان بتلر "حاول ان يطلق تهمة الارهاب على العراق، في حين انه يقوم بأكثر الاعمال الارهابية خسة وقذارة، بتنفيذه مخطط اميركا للتآمر على العراق وإبادة شعبه إبادة جماعية منظمة عبر إصرارها على إدامة الحصار" الدولي. وانتقدت صحيفة "بابل" العراقية بشدة اللجنة الخاصة معددة "الخطايا العشر" التي تتهمها بارتكابها. وكتبت الصحيفة ان "الخطيئة" الاولى هي ان "اللجنة تشكّلت عام 1991 بمعزل عن ارادة العراق ورأيه، وهي سابقة في تاريخ المنظمة الدولية". اما "الخطيئة" الثانية فهي ان "ظاهر اللجنة دولي في حين باطنها اميركي صهيوني"، وثالثها ان اللجنة "باتت معروفة بكونها أداة طيّعة في يد الاستخبارات الاميركية"، ورابعها انها "صمّمت لإلحاق الأذى والدمار بشعب العراق والتآمر على قيادته التاريخية". وبين "الخطايا" الاخرى "افتعال الأزمات مع العراق لخلق الظروف المواتية للاعتداء عليه" و"التعامل معه من مبدأ سوء النيّة بما يتعارض مع أبسط قواعد اللياقة والعلاقات الدولية". اما "الخطيئة" العاشرة "وليس الاخيرة فهي ان هذه اللجنة غير قادرة في ظل رئيسها الحالي ريتشارد بتلر على قول الحق والاعتراف بما حققه العراق من تعاون مثمر مع هذه اللجان على رغم كل القرارات الجائرة". وكان العراق قرر الاربعاء الماضي وقف تعاونه مع "اونسكوم" الى حين تغيير تركيبتها ونقل مقرها من نيويورك كي تصبح "اقل عرضة لتأثير" الولاياتالمتحدة. واكد الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان اول من امس ان العراق انتهك اتفاقه معه وقرارات مجلس الامن، مشيراً الى ان مبعوثه الخاص براكاش شاه سينقل الى بغداد "رسالة صارمة". الى ذلك رفضت الاممالمتحدة الاتهامات العراقية بأن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تعرقلان عقود شراء الادوية التي قدمتها بغداد، في اطار لجنة العقوبات. واكد الناطق باسم الاممالمتحدة جون ميلز لوكالة "فرانس برس" ان اللجنة وافقت على شراء العراق مواد طبية ب 179 مليون دولار في المرحلة الثالثة من برنامج "النفط للغذاء".