بغداد - رويترز، أ ف ب - أبدى ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الدولية المكلفة ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية، لدى وصوله أمس الى بغداد، تفاؤله بنجاح مهمته خلال هذه الزيارة الأولى له للعراق منذ مذكرة التفاهم مع الأممالمتحدة في شأن تفتيش المواقع الرئاسية. وقال بتلر الذي تزامن وصوله الى بغداد مع وصول ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الديبلوماسي الهندي براكاش شاه، انه يعتقد بأن مذكرة التفاهم "أوجدت روحاً جديدة" للتعاون بين العراق والمفتشين الدوليين. ويجري بتلر الذي رافقه الديبلوماسي السري لانكي جايانتا دانابالا رئيس الفريق الخاص لتفتيش المواقع الرئاسية العراقية، محادثات اليوم وغداً مع المسؤولين العراقيين في مقدمهم نائب رئيس الوزراء السيد طارق عزيز. ونقلت "وكالة الأنباء العراقية" الرسمية عن بتلر قوله لدى وصوله الى مطار الحبانية: "انا سعيد جداً لوجودي هنا بعد توقيع الاتفاق بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والعراق، واعتقد ان الاتفاق أوجد روحاً جديدة للتعاون". ويتوقع ان تتناول محادثات بتلر، الى تفتيش المواقع الرئاسية، برنامج الأسلحة البيولوجية للعراق وانتاجه لغاز الأعصاب المميت "في. اكس" وكشف مصير رؤوس صواريخ يعتقد أنها محملة بأسلحة كيماوية وبيولوجية. وكان بتلر وعد قبل أيام بأن تنهي فرق التفتيش أعمالها بسرعة "خاطفة" إذا كشفت بغداد الحقيقة الكاملة في شأن برامج انتاج الأسلحة المتطورة. ومن جهته قال شاه الذي عينه الأمين العام للأمم المتحدة ممثلاً شخصياً له في العراق، لدى وصوله الى "فندق الرشيد": "مهمتنا تكمن في مراقبة أي تطور في العلاقات بين العراقوالأممالمتحدة بهدف تجنب أي تصعيد". وأكد انه ليس هناك أي معنى خاص لتزامن وصوله مع بتلر. وقال ان للأخير "وسائله الخاصة للقدوم". وأضاف: "أعمالي تغطي مجالاً أوسع، وعلى علاقة بكامل نشاطات الأممالمتحدة في العراق". ولاحظ مراقبون ان مكتب الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة هو الذي أعلن وصول شاه في رحلة خاصة للأمم المتحدة من الكويت، قبل ساعات من وصول بتلر على متن طائرة أخرى من البحرين. وأكد انان في رسالة الى مجلس الأمن ان مهمة ممثله ستكون "تحسين الاتصالات" بين الحكومة العراقيةوالأممالمتحدة "للحيلولة دون ان تتحول الصعوبات الى أزمات كبيرة تهدد السلام والأمن في المنطقة". في مقابل ذلك انتقدت صحيفة "بابل" العراقية التي يشرف على تحريرها عدي النجل الأكبر للرئيس العراقي بتلر. وقالت: "على رئيس اللجنة الخاصة ان يكون محايداً وليس منحازاً، وموضوعياً وليس محرضاً على الشر". وحمل على تصريحات أدلى بها أخيراً، ووصفتها بأنها "شائنة". وأضافت انه "معذور، فهو مستعد لأن ينسى اشياء كثيرة من أجل الاحتفاظ بعلاقاته مع الجهات الأميركية... ان راتبه الذي يتقاضاه الآن ومخصصات سفره هي من أموال العراقيين وليس من الخزينة الأميركية وان وظيفته في اللجنة الخاصة ووظيفة اللجنة الخاصة نفسها فنية وليست سياسية ولا إعلامية".