قتل في ظروف غامضة امس الرئيس السابق للجنة الدفاع في البرلمان الروسي النائب ليف روخلين احد ابرز جنرالات الجيش وزعيم حركة "دعم الجيش" المطالبة باستقالة الرئيس بوريس يلتسن. ونفت اجهزة الأمن وجود دوافع سياسية للجريمة وذكرت ان زوجة القتيل اعترفت بأنها وراء قتله. وقطع البرلمان جلسته العادية وكلف عدداً من النواب التوجه إلى بلدة ناروفومينسك في ضواحي موسكو حيث وقع الحادث. وأعلنت وزارة الأمن ان التحقيقات الاولية اظهرت انه "لا توجد أي دلائل على عمل ارهابي أو دوافع سياسية للحادث"، بينما ذكر ناطق رسمي باسم وزارة الداخلية ان زوجة القتيل تمارا اعترفت بأنها ارتكبت الجريمة، لكنه لم يكشف عن الدوافع. ووفق التقارير الرسمية فان المعلومات الأولى عن الحادث صدرت عن صهر الجنرال، إلا أن معلومات وزارتي الداخلية والأمن تضاربت في شأن ساعة وقوع الجريمة. فقد ذكر تقرير أولي ان الجنرال قتل في الرابعة فجراً ووصلت الشرطة بعد تلقيها الاشعار في الثامنة والنصف، بينما اشارت الشرطة المحلية الى ان الابلاغ عن الجريمة تم ليلاً. ونقلت وكالة "ايتار - تاس" الرسمية عن مسؤول في اجهزة الأمن ان الجنرال وأفراد عائلته كانوا يحتفلون بعيد ميلاد ابنهم المصاب بالشيزوفرينيا البالغ الثلاثين من العمر. وأضافت ان الشرطة وصلت "ليلاً" ووجدت الجنرال في فراشه مصاباً بطلقين ناريين من مسدسه الشخصي وان زوجته كانت "في حال هستيرية". وبات الجنرال خامس نائب يقتل خلال السنوات الاخيرة الا ان الملفت في الامر ان الجنرال روخلين يتبوأ مركزاً مرموقاً في السياسة والقوات المسلحة. فهذا الجنرال 51 عاماً كان شارك في حرب افغانستان وفي الحرب الشيشانية وهو الذي اقتحم غروزني، الا انه رفض استلام "نجمة البطولة" وهو أرقى وسام عسكري مؤكداً ان "الاوسمة لا تمنح عن حروب داخل الوطن". وانضم روخلين الى حركة "روسيا بيتنا" بقيادة رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين وكان ترتيبه الثاني فيها وعين رئيساً للجنة الدفاع. الا انه انسحب من الحركة بسبب انتقاداته الشديدة للرئيس يلتسن وشكل "حركة دعم الجيش" التي اعتبرت من الركائز المهمة للمعارضة في القوات المسلحة وقاد حملة للمطالبة باقالة رئيس الدولة. وأصدر رئيس لجنة الأمن البرلمانية فيكتور ايليوخين بياناً باسم الكتلة الشيوعية التي ينتمي اليها ذكر فيه ان مساعدي يلتسن حاولوا ان "يفرضوا" على رئيس الدولة سيناريو لحل البرلمان واعتقال عدد من قادة المعارضة وتصفيتهم. وأضاف "اننا نحذر الرئيس من أي عنف سيؤدي الى حرب مهلكة في كل انحاء روسيا". وطلبت كتلة "يابلوكو" الاصلاحية المعتدلة استدعاء جميع مسؤولي الأمن والداخلية مشيرة الى ان "الوضع جدي للغاية". وذكر السكرتير الصحافي للكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان وزير الداخلية سيرغي ستيباشين اطلع الرئيس على التفاصيل وان يلتسن طالب باجراء "تحقيق سريع وموضوعي وعلني". وأضاف الناطق الرسمي ان الرئيس لم يصدر أية توجيهات بحل البرلمان وطلب "الابتعاد عن الهلع".