أكدت الولاياتالمتحدة على ان خطورة الوضع في كوسوفو تتطلب استمرار المساعي المكثفة للتوصل الى حل ديبلوماسي لأزمة الاقليم فيما أعلنت روسيا معارضتها اشتراك قادة المقاتلين الألبان مباشرة في المفاوضات مع حكومة بلغراد، ولا تزال فرنساوايطاليا تشترطان موافقة مجلس الامن على اي تدخل عسكري لانهار العنف في كوسوفو. وتضاربت بيانات الطرفين الصربي والألباني في شأن نتيجة المعارك المحتدمة في بلدة بيلاتشيفاتس والمناجم الغنية بالفحم القريبة منها اذ يدّعي كل منهما انه لا يزال يسيطر على المنطقة. وناشدت منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الطرفين المتحاربين السماح لقوافل الاغاثة بالوصول الى تجماعات السكان النازحين عن ديارهم. وافاد المسؤول في المنظمة كريس يانوفسكي ان مفاوضات تجري حالياً مع السلطات الصربية وزعماء الألبان "لوضع ترتيبات تسيير قوافل تحمل مساعدات انسانية الى النازحين الذين اصبحوا في حاجة ماسة الى المواد الغذائية والطبية". وعبّرت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت عن قلقها ازاء الوضع في كوسوفو الذي وصفته بأنه "خطير جداً ويتطلّب تكثيف جهود الولاياتالمتحدة للتوصل الى حل ديبلوماسي لهذه المشكلة". وأضافت ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون لا يزال يبحث في خيارات التدخل المحتملة في كوسوفو. وفي باريس اكد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيديرين عدم استبعاد بلاده التدخل العسكري في كوسوفو "لكن ذلك يحتاج الى موافقة مجلس الامن". أعرب الوزير الفرنسي عن امله بأن تستعيد مجموعة الاتصال الدولية وحدة صفّها "التي تضعضعت في الايام الاخيرة". الى ذلك أفاد وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني ان حكومته ستسمح لقوات حلف شمال الاطلسي باستخدام قواعدها في ايطاليا للتدخل العسكري في كوسوفو "اذا اعطت الاممالمتحدة تفويضاً بذلك". وأشار الى وجود مشاكل مع الحزبين الشيوعي واليساري اللذين يدعمان الحكومة الحالية في شأن "الامور المتعلقة بالحلف الاطلسي". ونقل تلفزيون بلغراد امس عن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ان موسكو "ترفض كل مشاركة لجيش تحرير كوسوفو في المفاوضات مع حكومة بلغراد". واوضح الناطق ان الموقف الروسي يدعو الى ان يكون الوفد الألباني المفاوض ممثلاً للاحزاب السياسية فقط "وان جيش تحرير كوسوفو ليس من ضمنها". ونفى المركز الاعلامي لألبان كوسوفو ما اعلنته القوات الصربية من اعادة سيطرتها على منجم الفحم الحجري الواقع بالقرب من بلدة بيلاتشيفاتس شمال غربي العاصمة بريشتينا بحوالى عشرة كيلومترات. وقال الناطق باسم المركز في بريشتينا "ان المعارك لا تزال مستمرة حول المخيم ولم يحسم الوضع". وكان دوي الانفجارات يُسمع بوضوخ بين وقت وآخر في العاصمة بريشتينا لكن الصحافيين لم يتمكنوا من الوصول الى منطقة الاشتباكات للوقوف على حقيقة ما يجري هناك.