تركزت المساعي الاميركية والروسية على تحقيق وقف النار في كوسوفو، فيما يصل الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا الى منطقة البلقان للاطلاع على الوضع الخطير في الاقليم وسط معلومات ان الحلف ينتظر نتائج الوساطات السلمية لإعلان اجراءاته. واقتربت المعارك أمس الثلثاء من العاصمة بريشتينا اثر الهجوم الكبير الذي شنته القوات الصربية المعززة بالمدفعية والدبابات والطائرات على بلدة بيلاتشيفاتس والقرى الأخرى التي كان جيش تحرير كوسوفو سيطر عليها. وشككت الأوساط الألبانية في صدقية الاجراءات الدولية ضد حكومة بلغراد واعتبرتها صحيفة "بويكو" الصادرة في بريشتينا "غير جادة". وأشارت الصحيفة الى خطورة الاتجاه الأوروبي الحالي الذي يُحمل المقاومة الالبانية ايضاً جانباً من مسؤولية العنف في كوسوفو "على رغم ان تصاعد المواجهات يعود الى عدم التزام حكومة بلغراد القرارات الدولية خصوصاً ما يتعلق بسحب قواتها من الاقليم". واشارت الصحيفة الى ان قرار وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا أول من أمس في لوكسمبورغ حظر رحلات طائرات شركة الخطوط الجوية اليوغوسلافية الى دول الاتحاد "جاء هزيلاً لأن تطبيقه يتطلب اجراءات تستغرق أشهراً عدة". وأفادت صحيفة "ناشا بوربا" المستقلة الصادرة أمس في بلغراد ان السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل يضغط على القيادتين السياسية والعسكرية لألبان كوسوفو لوقف عمليات المقاتلين الألبان التي تهدف الى الاستيلاء على القرى "لتجنب حصول القوات الصربية على ذرائع للهجوم". وأشارت الصحيفة الى تنسيق اميركي - روسي لوقف العنف الذي تمارسه حكومة بلغراد ضد السكان الألبان في كوسوفو "من أجل توفير الاجواء للتوصل الى حل سلمي لأزمة الاقليم". ونقلت الصحيفة عن مصادر حلف شمال الاطلسي في بروكسيل ان الأمين العام للحلف خافيير سولانا يصل اليوم الاربعاء الى منطقة البلقان "للاطلاع على تطورات مشكلة كوسوفو وتقديم المساعدة الى البانيا في اطار برنامج الحلف للشراكة من أجل السلام". وخيمت أجواء التوتر الشديد على عاصمة كوسوفو بريشتينا التي أصبحت المعارك بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان على بعد حوالى عشرة كيلومترات منها ويسمع دوي الانفجارات بوضوح فيها، خصوصاً في الليل. وذكرت مصادر ألبانية ان أكثر من ألف شخص نزحوا من منطقة بلدة بيلاتشيفاتس بسبب ضراوة الاشتباكات غالبيتهم من النساء والاطفال والمسنين، ووصل نحو نصفهم الى بريشتينا. كما تشهد منطقة بلدة كييفو وسط الاقليم معارك شديدة ويخشى ديبلوماسيون غربيون من حدوث مذابح مروعة في هذه البلدة التي تضم مع ضواحيها خليطاً من الصرب والألبان مدجيين بالسلام ويقاتلون بعضهم بعضاً