واصل المبعوثون الدوليون مساعيهم امس الجمعة لإنهاء ازمة اقليم كوسوفو، من خلال الحوار بين ممثليه الألبان وحكومة بلغراد، فيما دعت الولاياتالمتحدة الى اجراءات اشد صرامة ضد يوغوسلافيا الاتحادية. واستمرت المواجهات العنيفة في المناطق الغربية القريبة من الحدود مع البانيا وذكر المركز الاعلامي الألباني في عاصمة الاقليم بريشتينا ان "اطلاق النار لا يزال شديداً، ويتواصل الحصار الصربي على القرى الألبانية التي يخشى سكانها العودة الى منازلهم فيها بسبب العنف الصربي". الى ذلك نقل راديو تيرانا امس عن وزير خارجية البانيا باسكال ميلو ان القوات المسلحة الألبانية وضعت في حال تأهب "للدفاع عن حدود بلادها ضد هجمات محتملة من يوغوسلافيا، خصوصاً ان الوحدات الصربية تتمركز بكثافة منذ أيام في ثلاث قرى قريبة من الحدود". وأضاف ميلو ان حلف شمال الاطلسي وعد بتقديم المساعدة الضرورية الى البانيا و"ارسال خبراء لتدريب وتنظيم حرس الحدود الألباني". من جانبه صرح المبعوث الاميركي الخاص روبرت غيلبارد في بريشتينا ان "استمرار وجود قوات صربية خاصة في كوسوفو عامل مثير للتوتر بين المدنيين، ودليل على عدم استعداد سلطات بلغراد لاتخاذ اجراءات توفر المجال لاقامة حوار حقيقي مع السكان الألبان". وواصل غيلبارد يرافقه المبعوث البريطاني جيريمي غرينستوك مهمتهما امس في بلغراد وبريشتينا لليوم الثاني على التوالي لنقل توصيات وتحذيرات وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال الى المسؤولين الصرب وزعماء الألبان. ووصف غيلبارد موقف حكومة بلغراد تجاه الحوار في شأن كوسوفو بأنه "ليس في المستوى المطلوب"، فيما أشاد بالاجراءات التي قام بها الزعيم الألباني المنتخب ابراهيم روغوفا في تشكيل المجلس الاستشاري الذي سيضع لائحة المفاوضات. وذكرت مصادر مطلعة في بلغراد ان العقبة الرئيسية التي تواجه مهمة غيلبارد وغرينستوك تتمثل في اصرار الحكومتين، اليوغوسلافية والصربية، على رفض مشاركة وسيط دولي في اي محادثات في شأن الوضع في اقليم كوسوفو الذي تعتبره بلغراد شأناً داخلياً. وأوضحت هذه المصادر ان حكومة بلغراد اكدت للمبعوثين الاميركي والبريطاني ان قبولها بأن يكون رئيس الوزراء الاسباني السابق فيليبي غونزاليس مبعوثاً الى يوغوسلافيا لا يعني السماح له بالتدخل في امر كوسوفو. وبدأ وزير خارجية بولندا برانيسلاف غيريميك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية زيارة تشمل بلغراد وبريشتينا. وأفاد ان مهمته "تتركز في التحضير لمؤتمر مائدة مستديرة بين سلطات بلغراد وألبان كوسوفو". وفي واشنطن دعت الادارة الاميركية الى اتخاذ اجراءات اشد صرامة ضد حكومة بلغراد بسبب عدم تنفيذها التوصيات التي اتخذها وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال في اجتماعهم الاخير في بون. وأعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن عن ثقته بأن الأممالمتحدة "ستقر حظراً على مبيعات السلاح الى يوغوسلافيا بحلول نهاية الشهر الجاري". وكانت مجموعة الاتصال حددت فترة اربعة اسابيع لحصول حوار بين حكومة بلغراد وممثلي الألبان في كوسوفو تؤدي الى منح الاقليم مزيداً من الحكم الذاتي.