القدس المحتلة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الخميس انه يتوقع ان يجتمع وزير الدفاع اسحق مردخاي قريباً مع مفاوض عن الجانب الفلسطيني في اطار المساعي الرامية لتحقيق انفراج في عملية السلام. وجاء اعلان نتانياهو هذا غداة تهديد وزير البنى التحتية ارييل شارون باسقاط حكومته إذا وافقت على انسحاب يزيد عن نسبة 9 في المئة من أراضي الضفة الغربية. وقال نتانياهو في مقابلة مع "رويترز" "هناك اتفاق عام من جانبنا على أن الوقت حان للتفاوض مع الفلسطينيين مباشرة". وأضاف: "اعتقد أن الاجتماع الأول سيكون مع السيد مردخاي وزير الدفاع... لم نحدد موعداً بعد لكننا نرى امكانية انعقاد الاجتماع فوراً... نحن نريد بدء جهود حقيقية للتوصل الى هذا الاتفاق". وكانت الولاياتالمتحدة قالت في وقت سابق هذا الاسبوع ان المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين سيستأنفون المحادثات المباشرة بعد عودة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الصين. وعاد عرفات الى غزة أمس. وأحجم نتانياهو عن التكهن بالفترة التي يمكن أن يستغرقها التوصل الى اتفاق أو ما إذا كان يمكن ابرامه بحلول نهاية الشهر. وكان المفاوض الفلسطيني صائب عريقات أعلن أول من أمس ان اللقاءات الفلسطينية - الاسرائيلية ستنحصر في مدة اسبوع واحد. ورحب نتانياهو أيضاً في المقابلة التي جرت في مكتبه بأول زيارة يقوم بها الرئيس السوري حافظ الأسد لفرنسا منذ 22 عاماً. وقال: "نرى ان انفتاح سورية على العالم وعلى الغرب ليس بالأمر السيء". ونسبت وكالة "فرانس برس" الى أحد المقربين من نتانياهو قوله ان مردخاي سيكون مخولاً البحث في موضوعين فقط مع الفلسطينيين هما "مناقشة مسألة الغاء بنود في الميثاق الوطني الفلسطيني ووضع الأراضي التي ستنتقل السلطة عليها الى أيدي الفلسطينيين ولن يكون مفاوضاً مناقشة الاقتراح الأولي بالانسحاب من 13.1 في المئة من الضفة الغربية". وكشفت الصحف العبرية الصادرة امس ان وزير البنى التحتية ارييل شارون، وهو من ابرز المتشددين في الحكومة الاسرائيلية، حذر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغّر اول من امس الاربعاء من انه سيعمل على اسقاط الحكومة اذا سلمت اسرائيل الفلسطينيين مساحة من اراضي الضفة الغربية تزيد عن 9 في المئة. وكان شارون اعرب عن معارضته للخطة الاميركية التي تدعو اسرائيل الى تسليم 13.1 في المئة من اراضي الضفة الغربية للحكم الذاتي الفلسطيني في المرحلة الثانية من ثلاث مراحل للانسحاب تقضي بها اتفاقات السلام الموقتة. لكن تحذيره اول من امس لزملائه الثلاثة في "مجلس الوزراء المصغر" هو المرة الأولى التي يضع فيها خطا احمر سيعمل على اطاحة رئيس الوزراء ان تجاوزه. وقال مساعد رفيع المستوى لأحد اعضاء المجلس المصغر ان شارون حذر من ان "الحكومة ستسقط في أول اقتراع تال من أي نوع على الثقة اذا قررت الحكومة اعادة الانتشار في 14 في المئة 13 في المئة من المرحلة الثانية وواحد في المئة في المرحلة الثالثة". ونقل المسؤول عن شارون قوله لأعضاء المجلس قبل القيام برحلة تستغرق عشرة أيام للصين ومنغوليا "اذا اتخذتم قرارات في غيابي فأنتم تعرفون موقفي. انني اعترض على انسحاب يتجاوز تسعة في المئة". وأضاف مصدر رسمي اسرائيلي ان زيارة شارون ستركز على احتمالات التعاون في مجالات "توزيع المياه وانتاج الكهرباء والنقل". وقال شارون للصحافيين انه سيناقش "امكانات الاستفادة من الخبرات الغنية للصين في هذه المجالات سعياً وراء تطوير البنى التحتية على نطاق واسع". والعضوان الآخران في المجلس المصغر الذي يرأسه نتانياهو هما وزير الدفاع اسحق موردخاي ووزير التجارة والصناعة ناتان شارانسكي. وتريد واشنطن من نتانياهو ان يوافق على اقتراحها الذي يقوم على الانسحاب من نسبة 13.1 في المئة من الأراضي مقابل اجراءات امنية فلسطينية لانهاء الازمة في عملية السلام. وأشار مراقبون الى ان غياب شارون في رحلة خارجية لعشرة ايام من شأنه ان يؤخر اتخاذ الحكومة الاسرائيلية أي قرار في شأن اعادة الانتشار الثانية خلال غيابه ويرجح تأجيل اي قرار الى ما بعد العطلة الصيفية التي تبدأها الكنيست الاسرائيلية نهاية الشهر الجاري. وقالت اسرائيل الاثنين الماضي انها قريبة من قبول الخطة الاميركية لكنها شكت من ان العقبة الأساسية هي رفض الفلسطينيين حماية امن اسرائيل. وقال نتانياهو انه ما يزال يتعين على الفلسطينيين الغاء الميثاق الوطني الفلسطيني والوفاء بالتزامات امنية لمنع وقوع هجمات انتحارية فلسطينية مثل تلك التي قتل فيها عشرات الاسرائيليين من قبل. وكانت وزير الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت دعت الجمعة الماضي الى اجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين، مؤكدة انه بدون هذه الاتصالات المباشرة سيكون من المستحيل حل المسائل الاخيرة المعلقة لكي تتقدم عملية السلام المجمدة منذ 16 شهراً. وأعلن مسؤول فلسطيني الثلثاء ان من المنتظر ان يجتمع امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن في الأيام المقبلة الى وزير الدفاع الاسرائيلي. لكن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يظهر تحفظاً كبيراً وقال اول من امس في نهاية زيارته الى بكين: "لسنا ضد اجراء محادثات لكننا في حاجة الى نتائج لا محادثات".