اظهرت النتائج الأولية غير الرسمية لانتخابات مجلس شورى جماعة "الاخوان المسلمين" استمرار التوازن التقليدي بين المتشددين والمعتدلين فيما برز تيار وسطي ثالث يتداخل بين التيارين السابقين بحسب الظروف والمتغيرات. وقالت مصادر الجماعة ان الانتخابات التي احيطت نتائجها الأولية بدرجة عالية من التكتم والسرية "اظهرت بروز تيار وسطي على حساب الصقور والحمائم داخل الجماعة، من دون الاخلال بالتوازن العام بين التيارات الثلاثة". ومن المتوقع ان تعقد قيادة جماعة الاخوان مؤتمراً صحافياً في غضون ايام لاعلان نتائج الانتخابات التي تنافس المرشحون فيها على 45 مقعداً، فيما سيتم لاحقاً انتخاب خمسة اعضاء من جانب الاعضاء المنتخبين. وقالت المصادر المطلعة ان التنافس على مقاعد مجلس الشورى بين تياري الصقور والحمائم كان شديداً في شعبة عمان. ويعتبر المجلس بمثابة برلمان للحركة تستمر ولايته اربع سنوات. ورجحت مصادر اخوانية ان يعقد مجلس شورى الجماعة اول اجتماع له الجمعة المقبل لانتخاب مكتب تنفيذي من ستة اعضاء ينتخبون بالاقتراع السري حسب النظام الداخلي للجماعة، ومراقب عام للاخوان المسلمين. وتؤكد المصادر ان المجلس سيجدد الولاية للمراقب العام الحالي عبدالمجيد ذنيبات لأربع سنوات اخرى. وتعتبر القيادة العليا للجماعة مسؤولة عن وضع استراتيجية الجماعة للسنوات الأربع المقبلة. ومن ابرز الرموز الاسلامية التي تنافست في هذه الدورة الانتخابية الدكتور اسحق الفرحان، رئيس مجلس شورى جبهة العمل الاسلامي وأمينها العام لدورتين، والدكتور عبداللطيف عربيات، الأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي ورئيس مجلس النواب السابق، وكلاهما من التيار المعتدل الذي عارض قرار الجماعة مقاطعة الانتخابات النيابية العامة التي جرت عام 1997 احتجاجاً على السياسات الحكومية. ومن ابرز رموز المتشددين الدكتور محمد ابو فارس، عضو مجلس الشورى الذي كان القائد الفعلي للجماعة ما بين عامي 1986 و1990، والدكتور همام سعيد، عضو مجلس الشورى. ويراهن النظام الأردني على بقاء الجماعة في اطار الاعتدال رغم ان قرار الحركة الاسلامية مقاطعة الانتخابات اثار هواجس تجاه احتمال نزوع الحركة الى التشدد، خصوصاً في ظل تعثر عملية السلام وتفاقم الازمة الاقتصادية، فضلاً عن الاجراءات الحكومية التي فرضت مزيداً من القيود على الحريات العامة. وأعرب قياديون في الحركة الاسلامية عن مخاوفهم من ان يؤدي تطبيق قانون المطبوعات والنشر الذي احالته الحكومة على مجلس النواب الى اغلاق المنابر الاعلامية في وجه الاسلاميين والمعارضة في شكل عام. وقال متحدث باسم جماعة الاخوان ان التيار الوسطي الذي يقوده عضوا المجلس عماد ابو دية وجميل ابو بكر الناطق الرسمي باسم الجماعة تمكن من ان يفرض نفسه كتيار يتألف من الشباب يتميز عن التيارين التقليديين اللذين سيطرا على قيادة الحركة فترة طويلة