وافق مجلس شورى جماعة «الاخوان المسلمين» في الاردن خلال اجتماع طارئ عقده اول من امس على فك العلاقة التنظيمية مع حركة «حماس»، وذلك تطبيقاً لقرار مكتب الارشاد العالمي القاضي بفك هذه العلاقة بعد ان باتت «حماس» تمثل تياراً مهماً داخل الحركة الوطنية الفلسطيينية الساعية الى جلاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وقرر مجلس الشورى بالغالبية اعتماد زكي بني ارشيد مرشحاً وحيداً لمنصب الأمين العام لحزب «جبهة العمل الاسلامي» في الانتخابات التي من المقرر ان تجري اليوم. وكان بني ارشيد، ممثل تيار «الصقور» المقرب من «حماس»، فاز على منافسه سالم الفلاحات، ممثل تيار «الحمائم»، بفارق صوتين فقط. ونفى ممثلو تياري «الصقور» و«الحمائم» وجود صفقة بينهما ادت الى فوز بني ارشيد وتقضي بموافقة «الصقور» على قرار مجلس الارشاد العالمي بفك العلاقة التنظيمية مع «حماس»، في مقابل اعطاء «الحمائم» منصب الامين العام للحزب الى زكي بني ارشيد. واكد مصدر من تيار «الحمائم» ل «الحياة» ان الانتخابات كانت حرة ونزيهة، مشيرا الى ان التيار كان يناضل بالدرجة الاولى من اجل تحويل الجماعة الى الاهتمام بالقضايا الداخلية وفك العلاقة مع «حماس». وكان بني ارشيد استقال في ايار (مايو) من منصبه أميناً عاماً للحزب قبل سنة من اكمال مدة ولايته تحت ضغط الصراع الداخلي، اذ كان تيار «الحمائم» يعتبره عنصر توتير للعلاقات مع الدولة الاردنية نتيجة تصريحاته المتشددة التي كانت تغضب الحكومة . وبهذا القرار تكون الجماعة حسمت الخلافات الرئيسة التي عصفت في صفوفها خلال المرحلة الماضية، لكن الصراع بين «الصقور» و«الحمائم» لم ينته، اذ يحاول تيار «الحمائم» حشد قوته من اجل معادلة الخسارة التي مُني بها من خلال إحكام السيطرة في انتخابات اليوم على المكتب التنفيذي للحزب. ومن المنتظر ان ينتخب مجلس شورى حزب الجبهة في اجتماع يعقده غداً بني ارشيد بالتزكية اميناً عاماً للحزب للمرحلة المقبلة، الى جانب انتخاب ثمانية اعضاء للمكتب التنفيذي الجديد. وكانت المصادر اكدت خلال اليومين الماضيين عدم حدوث اي انشقاق داخل صفوف الجماعة في شأن قرار مكتب الارشاد العالمي، واشارت الى ان المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد اكد في اجتماع مشترك للمكتب التنفيذي وشورى «الاخوان» ان قرار مكتب الارشاد العالمي نافذ ولا تصويت عليه. يذكر ان مكتب الارشاد العالمي أعاد تأكيده لجماعة «الاخوان» في الاردن بضرورة التزام قراره بالنسبة الى ملف ازدواجية التنظيم والمكاتب الادارية في الخارج، والذي ينص وفقاً للائحته الأساسية على ان قرار فك العلاقة التنظيمية بين «إخوان الأردن» و«حماس» لا يخضع لتصويت مجلس شورى الجماعة في الأردن او في فلسطين، بل هو قرار ملزم لكلا التنظيمين. وكانت ساحة الإسلاميين شهدت خلال الأيام الماضية ازدحاماً لمرشحين يتنافسون على منصب الأمين العام لحزب الجبهة، ثم توافق تيار «الحمائم» في ما بينه على مرشح واحد هو المراقب العام السابق للجماعة سالم الفلاحات، فيما دفع تيار «الصقور» ببني ارشيد للمنصب للمرحلة المقبلة. يذكر ان تيار «الصقور» اكتسح نتائج انتخابات الأطر القيادية في المؤتمر العام الثالث لحزب «جبهة العمل الاسلامي» بحصوله على 10 مقاعد في مجلس شورى الحزب، بينما لم يفز «الحمائم» سوى بمقعد واحد.