تعصف الأزمات المتلاحقة بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، حيث تنبّأ بعض المراقبين بانشقاقات وانقسامات في صفوفها بعد اتهامات من تيار الحمائم لتيار الصقور المحسوب على حركة حماس باستخدام المال السياسي، وشراء الذمم في انتخابات الجماعة التي جرت العام الماضي. وتبحث قيادات «إخوان الأردن» مشكلاتها مع قيادات مكتب الإرشاد العالمي في إسطنبول بغرض حل مشكلة شراء الذمم في انتخابات الجماعة في الأردن وحزبها جبهة العمل الإسلامي، التي فاز بها التيار الموالي لحماس، مقصياً «الحمائم» من المناصب القيادية. وقالت مصادر داخل الجماعة ل «الشرق» إن المراقب العام ل «إخوان الأردن»، همام سعيد، وهو ممثل الصقور، وسلفه سالم الفلاحات، وهو ممثل الحمائم، يوجدان في تركيا لحل أزمتهم الداخلية، التي قد تعصف بالجماعة، وتؤدي إلى انشقاق على أساسٍ إقليمي. وفي سياقٍ متصل، أكدت مصادر إخوانية أن نائب المراقب العام ل «إخوان الأردن»، المثير للجدل، زكي بني أرشيد، موجود في إحدى الدول العربية، لكن المصادر لم تكشف عن الدولة التي غادر إليها، والملفات والبرنامج الذي ذهب لمناقشته، وإن قالت إن لزيارته علاقة بتطورات الموقف داخل «إخوان الأردن». وظهرت الانقسامات في الجماعة، ووصلت مشكلاتها إلى وسائل الإعلام بعد أن أقصى تيار الصقور، القيادي المخضرم وأحد مؤسسي «إخوان الأردن»، الدكتور إسحاق الفرحان، من عضوية المكتب التنفيذي ومجلس الشورى، ليحل في موقعه نائب المراقب العام، زكي بني أرشيد، ما أدى إلى ظهور اتهامات لتيار الصقور باستخدام المال السياسي، وشراء الذمم، ودفع المستحقات المترتبة على أعضاء الجماعة والحزب لضمان تصويتهم للصقور، وإسقاط الحمائم، وهو ما حدث بالفعل. وتعتبر هذه المرة الثانية التي يلجأ فيها قادة «إخوان الأردن» إلى شكاية تيار الصقور للتنظيم العالمي، حيث كانت المرة الأولى في 15 أكتوبر الماضي، وجرى حينها لقاء في بيروت مع نائب المرشد العام للجماعة، المصري جمعة أمين، وتوصل حينها جناحا إخوان الأردن إلى تفاهمات معه، تقضي بحل المكتب التنفيذي للجماعة وحزب جبهة العمل الإسلامي، إلا أن شيئا لم يحدث من هذه الاتفاقات، مما فاقم الأزمة. بدوره، بادر تيار الحمائم إلى إطلاق مبادرة سياسية للخروج من سيطرة الصقور على مقاليد القيادة في الجماعة والحزب، فأعلن المبادرة الأردنية للبناء «زمزم»، التي أكدت ضرورة مناقشة الأولويات الوطنية التي تهم الشعب الأردني ومن ثَم الانتباه إلى قضايا العالم العربي والإسلامي والقضية الفلسطينية، التي تعتبر أولوية عند تيار الصقور على حساب أي قضية وطنية أردنية. وبعد إطلاق هذه المبادرة بدأت مظاهر انشقاق وأزمة جديدة، خاصة بعد تهميش تيار الحمائم المحسوب على التيار الوطني داخل الإخوان، وضمت مبادرة «زمزم» أغلب القيادات في الإخوان، وأبرزهم المراقب العام الأسبق، عبدالمجيد ذنيبات، وسلام الفلاحات، وإرحيل غرايبة، ونبيل الكوفحي، ومحمد المجالي وغيرهم. ويؤمن هذا التيار بضرورة المشاركة في الحياة السياسية والحكومة ومجلسي النواب والأعيان، فيما يقاطع تيار الصقور كل مؤسسات الدولة السياسية والرسمية، ويرفض المشاركة فيها. في الوقت نفسه، تنفي جماعة الإخوان استقالة الفلاحات، وتؤكد أنها لم تحدث، بينما أكدت مصادر إخوانية ل «الشرق» أنه قدم استقالته من المجلس الأعلى للإصلاح وكل المناصب القيادية في الجماعة والحزب، إلا أن أمين سر الجماعة، الدكتور محمد عقل، نفى ذلك. وذكر عقل، أن الفلاحات مازال على رأس عمله في جميع المواقع التنظيمية في الجماعة، ولم يقدم استقالته للمكتب التنفيذي، مشددا على عدم صحة هذه الأنباء وواصفا إياها ب «مجرد إشاعات».