أفادت وكالة "الاناضول" الرسمية للأنباء، أمس، أن الجيش التركي شن هجوماً واسع النطاق تشارك فيها قوات برية وجوية و"حراس القرى"، وهم أكراد موالون للحكومة، على مقاتلي حزب العمال الكردستاني في مواقع تبعد عشرة كيلومترات فقط عن المثلث الحدودي مع العراق وايران. ولم توضح الوكالة حجم القوات المنفذة للعملية أو ما إذا كانت القوات التركية عبرت الحدود الى أي من البلدين المجاورين. وأفادت ان مواجهات مسلحة متقطعة وقعت صباح امس بين مقاتلين اكراد وقوات تركية ولكنها لم تذكر أي حصيلة لهذه المواجهات. وأضافت انها قامت بهذا الهجوم بعدما صعّد مقاتلو حزب العمال عملياتهم العسكرية في المنطقة. يُشار الى ان حزب العمال، الذي يتزعمه عبدالله أوجلان، يقود حركة مسلحة ضد القوات التركية منذ 1984 في جنوب شرقي تركيا، وهي المناطق الكردية المتاخمة لسورية والعراق وايران، لإقامة دولة كردية مستقلة. وأسفرت اعمال العنف الناجمة عن هذا التمرد عن سقوط اكثر من 30 الف شخص حتى الآن. ومنذ 1992 ينفذ الجيش التركي بين الحين والآخر عمليات عسكرية في شمال العراق حيث تمركز مقاتلو حزب العمال الذين يشنون هجمات منه على أهداف داخل تركيا. ومنذ أشهر والجيش التركي يحتفظ بوجود دائم في مواقع استراتيجية في شمال العراق. وكان الاقتتال الذي تفجر في منتصف 1994 بين الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني أدى الى تورط حزب العمال في المواجهات. واتهم حزب بارزاني غريمه حزب طالباني بإيواء مقاتلي أوجلان، وهو اتهام ينفيه طالباني. من جهة اخرى تتهم انقره سورية وايران بدعم هذا الحزب وأكدت اكثر من مرة عزمها على مواصلة عملياتها في شمال العراق ومساعدة حزب بارزاني طالما بقي الوجود المسلح لحزب أوجلان. وأشار سامي عبدالرحمن، عضو المكتب السياسي لحزب بارزاني، في تصريحات الى "الحياة" أدلى بها الاثنين الماضي في صلاح الدين مقر بارزاني الى ان القوات التركية "ستغادر عندما لا يبقى وجود لحزب العمال في كردستان العراق". وأضاف: "يجب ألاّ يُخدع أحد بأن لا وجود لمقاتلي حزب العمال في مناطق الاتحاد الوطني الكردستاني". وزاد ان "ليس هناك شيء مثل مقر سياسي لحزب العمال في محافظة السليمانية التي تسيطر عليها قوات طالباني، فهم مسلحون دائماً".