أكد جيش تحرير كوسوفو انه يتحكم بأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع من أراضي الاقليم تضم نحو 250 قرية يسكنها أكثر من 750 ألف نسمة. وجاء ذلك في مكالمة هاتفية أجرتها "الحياة" أمس الخميس مع مسؤول قيادي في التنظيم الذي يعتبر الجناح العسكري للحركة الانفصالية الألبانية. وقال المسؤول: "اننا نسيطر على غالبية مناطق بلدية ديتشاني فيما يحتل الصرب الأماكن التي دمرتها مدفعيتهم وتشمل مركز البلدية وعدداً من القرى الواقعة على الطريق الرئيسية". وأضاف ان "سيطرتنا القوية تمتد الى معظم انحاء بلديتي جاكوفيتسا وبريزرين اضافة الى مناطق واسعة قرب بريشتينا ووسط كوسوفو ونحظى بتأييد ومساندة شعبية شاملة في المدن الرئيسية التي لا تزال القوات الصربية تحتلها". وأوضح ان تشكيلات جيش تحرير كوسوفو ارتأت مغادرة النساء والأطفال والمسنين المدن والقرى التي تستهدفها قنابل المدفعية الصربية حفاظاً على حياتهم وكي ينصرف الرجال القادرون على حمل السلاح الى واجباتهم القتالية. وقال: "اشرفت وحداتنا على ترحيل أكثر من 70 ألف شخص سالمين عبر المناطق المحرر". وأشار الى أن أحلام الصرب بتنفيذ تطهير عرقي في كوسوفو والحصول على حزام أمني في الشريط المحاذي للحدود مع ألبانيا، لا يمكن أن تتحقق "لأنهم لا يستطيعون التحرك أكثر من كيلومتر واحد خارج قواعدهم". واعترف المسؤول القيادي في جيش تحرير كوسوفو بضراوة المعارك الدائرة حالياً وشدد على أن المبادرة هي الآن في أيدي الوحدات الألبانية. لكنه نفى ما روجته القوات الصربية بأنها أبادت مجموعات من المقاتلين. وأكد ان غالبية الضحايا الألبان هم من المدنيين الذين قتلتهم المدفعية أو اغتالهم الصرب وهم عزل من كل سلاح. من جهة أخرى، اعلنت منظمات الاغاثة الدولية ان اكثر من 13 ألفا من سكان كوسوفو فروا الى ألبانيا وجمهورية الجبل الأسود ومقدونيا بسبب القتال العنيف الدائر في مناطق غرب الاقليم بين القوات الصربية ومقاتلي جيش تحرير كوسوفو. وقدرت هذه المنظمات ان أكثر من 55 ألف ألباني انتقلوا الى مناطق أخرى داخل اقليم كوسوفو في حين لا يزال حوالي 20 ألفاً من الألبان محاصرين في قراهم الواقعة قرب جبهات المعارك. واستمر القتال الضاري امس في المنطقة الغربية من اقليم كوسوفو المحاذية للحدود مع ألبانيا. وحسب المعلومات المتداولة لدى المصادر الإعلامية فإن ما لا يقل عن 40 ألبانياً وعشرة من أفراد الشرطة الصربية لقوا مصرعهم خلال 24 ساعة الأخيرة. واعترف مصدر صربي في العاصمة بريشتينا ان قاعدة للجيش اليوغوسلافي بالقرب من مدينة بريزرين الجنوبية تعرضت الى هجوم من المقاتلين الألبان. وأفادت معلومات نشرتها صحيفة "بلوس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس انه "يوجد حالياً حوالي 20 ألف ألباني مسلح ينتشرون في بلديتي ديتشاني وجاكوفيتسا ويواصلون شن الهجمات على القوات الصربية". ونقلت عن أفراد في الشرطة الصربية ان قوات الشرطة "لم تتوغل في عمق الأراضي حيث توجد قواعد ارهابية واقتصرت العمليات العسكرية الصربية حتى الآن على المناطق التي يستخدمها الارهابيون للهجوم". ومعلوم ان تسمية "ارهابي" يطلقها الصرب على المسلحين الألبان. وأشارت الصحيفة الى ان غالبية الطرق الرئيسية في غرب الاقليم وجنوبه، لا تزال مغلقة "ومنها طريق بريشتينا الى مدينة بريزرين".