يسدل الستار اليوم على الدور الثاني من مسابقة كأس العالم لكرة القدم بمباراتين تجمع الاولى بين رومانياوكرواتيا الساعة 30،14 بتوقيت غرينيتش في تولوز، والثانية بين الارجنتين وانكلترا الساعة 00،19 في سانت اتيان. القمة الشرقية منتخبا رومانياوكرواتيا متشابهان الى حدّ بعيد. الروماني يملك حارساً من مستوى جيد ودفاعاً يضم لاعبين يجيدون بدء الهجمات وخط وسط قادر على خردقة خط الدفاع المواجه بتمريرة واحدة وقناص أهداف من الطراز الاول. ويقود الدفاع جورجي بوبيسكو الذي يجيد قراءة اللعب تماماً ويملك خبرة اللعب على اكبر الأصعدة، حيث سبق ان لعب في صفوف برشلونة الاسباني وتوتنهام الانكليزي ويلعب حالياً في الدوري التركي، ومعه الظهير بتريسكو الذي يلعب مع تشلسي الانكليزي ويقوم بمهامه الدفاعية كاملة ويضيف اليها نشاطه الهجومي وهو الذي سجل هدف الفوز في مرمى انكلترا. وفي الوسط يبرز القائد جورجي هاجي صاحب التمريرات الدقيقة رغم تقدمه في السنّ وإلى جانبه مونتيانو المحرك الذي لا يهدأ طوال الدقائق التسعين. وفي الهجوم ادريان ايلي الذي بوسعه استغلال نصف فرصة ليهزّ الشباك كما حصل في المباراة الاولى ضد كولومبيا. اما كرواتيا فيقود دفاعها بيليتش في غياب سولدو الموقوف، ما قد يؤثر على الفريق سلباً. ويلعب بيليتش مع ايفرتون الانكليزي وهو صلب ومن المتوقع ان يراقب ايلي. وفي مركز الظهير الايمن روبرت يارني لاعب يوفنتوس السابق الذي يساند الوسط والهجوم. وخط الوسط الكرواتي يعج بالمواهب مثل بوبان من ميلان وبروزينتشكي واسانوفيتش... وكل هؤلاء يتعاونون لايصال الكرة الى دافور سوكر الهداف النادر الذي سجل 32 هدفاً في 39 مباراة دولية وهي نسبة مرتفعة جداً. واسلوب لعب الفريقين متقارب جداً اذ يفضلان التمريرات القصيرة في الانتقال من الدفاع الهجوم بدل الكرات العالية وسيكون مفتاح الفوز في يد الفريق الذي ينجح في منع خصمه فرض اسلوبه لا سيما في وسط الميدان الذي سيشهد معركة حقيقية خصوصاً بين بوبان ومونتيانو. وتسعى رومانيا الى تكرار الانجاز الذي حققته قبل اربعة أعوام عندما بلغت ربع النهائي قبل ان تخسر امام السويد بركلات الترجيح. في حين تأمل كرواتيا في التقدم لتدخل نادي الكبار من أول مشاركة لها في النهائيات. وقد يلعب معدل اعمار اللاعبين دوراً كبيراً في ترجيح كفة كرواتيا ذلك ان معظم لاعبي رومانيا تخطى عتبة الثلاثين في حين ان معدل اعمار لاعبي كرواتيا هو نحو 28 عاماً. وفي الدور الاول فازت رومانيا على كولومبيا بهدف وعلى انكلترا 1-2 وتعادلت مع تونس 1-1 وجاءت اولى في المجموعة السابعة امام انكلترا، في حين فازت كرواتيا على جامايكا 3-1 وعلى اليابان بهدف وخسرت بالنتيجة ذاتها امام الارجنتين وجاءت ثانية في المجموعة الثامنة خلف الارجنتين. وأعرب مدرب رومانيا الجنرال انجل يوردانسكو عن سروره لمقابلة كرواتيا بدلاً من الارجنتين بقوله: "أعتقد بأن طريقة لعب كرواتيا تناسبنا اكثر من طريقة الارجنتين". ... ولقاء الثأر إحدى قمم البطولة وأشبه بنهائي مبكر بين فريقين كبيرين. ولا ينسى أحد كيف فازت الارجنتين بهدفين لمارادونا مقابل هدف الاول بيده والثاني بعدما تخطى ستة لاعبين وخدع الحارس شيلتون وسجل. ولم ينس الانكليز يد مارادونا رغم مرور 12 عاماً على الحادث، وستكون الفرصة سانحة للجيل الحالي لتحقيق ثأر ينشده الشعب الانكليزي. ومن الصعب التكهن بهوية الفائز الذي سيكمل المشوار إلى ربع النهائي، ذلك ان الفريقين قدما ما يكفي لاعتبارهما مرشحين للعب دور بارز في البطولة. فالارجنتين كانت الفريق الوحيد مع فرنسا الذي حقق ثلاثة انتصارت في الدور الاول، وقدمت للعالم فريقاً منظماً من الصعب اختراقه ولم يتلق اي هدف في المباريات الثماني الاخيرة. والنقطة السوداء الوحيدة في سجل الارجنتين العرض السيئ في الشوط الثاني ضد اليابان عندما دافع لاعبوها طوال الوقت. اما انكلترا فقدمت عرضاً جيداً امام تونس ثم تلقت خسارة مقلقة امام رومانيا قبل ان تستعيد رهبتها في المباراة الحاسمة ضد كولومبيا. وتعتمد الارجنتين على تنظيمها الدفاعي الصلب والتفاهم بين اللاعبين وحسن تبادل المراكز. ويضاف الى هذا التنظيم حركة نشيطة في الصفوف الامامية بفضل تحركات اورتيغا وتمريراته الدقيقة وغالاردو صاحب المهارات العالية وكلاوديو لوبيز. وتسهل كل هذه الامور مهمة باتيستوتا في اصطياد الاهداف. وينتظر كثيرون لمعرفة ما اذا كان المدرب الانكليزي غلين هودل سيبدل التشكيلة التي تألقت امام كولومبيا خصوصاً في الوسط اذ يظن البعض ان المدرب سيختار الحذر ويشرك باتي الدفاعي بدل بيكهام الهجومي. وكان بيكهام خاض مباراته الاولى اساسياً في المونديال ضد كولومبيا وقدم عرضاً رائعاً. لكن الخصم لم يكن سوى كولومبيا صاحب القدرات المحدودة هجومياً وضد فريق مثل الارجنتين قد يدفع الانكليز غالياً ثمن مغامرتهم الهجومية. ولا يستهان بقدرات اللاعبين الانكليز في حال وجد هودل التركيبة المثالية. فالفريق يضم حارساً كبيراً سيمان ومدافعين اقوياء مثل ادامس وكامبل والظهيران لوسو واندرتون يملأن الجناحين نشاطاً صعوداً ونزولاً. وفي الوسط هناك المكافح اينس والفنان بيكهام والاكتشاف سكولز وامامهم شيرر الهداف الرائع واوين القصير الذي ينسل بين الخطوط بفضل سرعته. وغابت انكلترا عن المونديال السابق علماً انها رابعة مونديال 90 في ايطاليا وهي تنوي تحقيق نتيجة جيدة هنا لتعلن عودتها بحلتها الجديدة تقنية مرتفعة بدل الكرات العالية الى خانة المنتخبات الكبيرة. وفي المقابل تحاول الارجنتين فتح صفحة جديدة وهي التي خرجت من الدور الثاني على يد رومانيا قبل اربعة اعوام افضل مباراة في مونديال 94 علماً ان لاعبيها خاضوا المباراة محبطين بعدما تناول قائدهم ماراودنا منشطات وطرد من البطولة. ومقعد في ربع النهائي ضد هولندا او يوغوسلافيا سيكون خير دواء للداء الارجنتيني