كان غلين هودل افضل لاعب خلاق في جيله والاكثر موهبة، ورغم عدم بلوغ، مراتب تستحقها موهبته الكبيرة، يأمل الآن ان يحقق أهدافاً فشل في تحقيقها عندما كان لاعباً. وبات هودل اصغر مدرب يقود منتخب انكلترا عندما عين خلفاً لتيري فينابلز بعد كأس الامم الاوروبية 96 وهو لا يزال في ال 38 من العمر. وفي سنتين تحسن أداء المنتخب الذي ورثه هودل عن فينابلز حتى بات اسمه يذكر عندما يدور الكلام عن الترشيحات والتكهنات عن هوية الفريق الذي سيتوج بطلاً للعالم الصيف المقبل. ولم تكن مهمة هودل سهلة في البداية لأنه تسلّم فريقاً بلغ لتوه نصف نهائي بطولة الامم الاوروبية بعد عروض قوية على ارضه. ويستعد هودل هذا الصيف ليعادل انجاز السير الف رامزي الذي قاد انكلترا الى لقبها العالمي الوحيد حتى اليوم العام 1966 على ارضها. واضاف هودل الى الفريق عاملاً ايجابياً هو علاقته المتينة مع اللاعبين وهو الذي يقدم لهم الدعم علناً عندما يواجهون تيارات معاكسة. وواجه المدرب موجة انتقادات لتعيينه مرشداً روحياً للفريق لكنه واجه الازمة على طريقته الخاصة، وقال: "لا آبه بما يكتب في الصحف. كل شخص له رأي وهو حرّ به وفي نهاية المطاف الرأي الوحيد المهم هو رأىي في ما يتعلق بالمنتخب الانكليزي". وتمكن هودل بهذا الاسلوب من فرض احترام لشخصه من اللاعبين الذين لعب معظمهم معه في الفريق نفسه او ضده وهو الذي اعتزل قبل ثلاث سنوات فقط. وأثبت هودل علو كعبه في تصفيات المونديال ووضع لكل مباراة الخطة اللازمة. ورغم الخسارة في ويمبلي امام ايطاليا لم يدقّ جرس الانذار. وظهرت حنكته في مباراتين مهمتين امام بولندا في كاتوفيتشي وفازت انكلترا 2-صفر وامام ايطاليا تعادلتا سلباً وتأهلت انكلترا الى النهائيات مباشرة. ويعتمد المدرب على لاعبي مركزي الظهير ويطلب منهما مساعدة المهاجمين كلما سنحت الفرصة 5-3-2، علماً انه قادر على تبديل الخطة الى 4-4-2 في اي لحظة من المباراة، من دون ان يلخبط اوراق الفريق. ويأمل هودل في بلوغ مرتبة معينة مع المنتخب خططياً تجعل الفرق الخصمة تبدل خطتها لمواجهة انكلترا بدل ان تبدل انكلترا اسلوب لعبها كلما واجهت خصماً معيناً. احرز مع توتنهام الانكليزي لقب كأس الاتحاد الانكليزي مرتين قبل ان ينتقل الى موناكو الفرنسي العام 87 وقاده الى لقب الدوري الموسم التالي. ومدربه في موناكو لم يكن الا ارسين فينغر الذي قاد ارسنال الى الثنائية هذا الموسم. واضافة الى توجيهه كلاعب نصحه فينغر في دخول معترك التدريب بعدما تبين له مدى ذكاء هذا اللاعب. ويقول فينغر:"انه مدرب ذكي ويقيم علاقة جيدة مع اللاعبين ويعرف قراءة المباريات. كان مستعداً لتعلم كل شاردة وواردة عن المهنة ولن أفاجأ اذا حققت انكلترا نتيجة طيبة في المونديال". ولعب هودل 53 مباراة دولية فقط مع المنتخب ما دفع الفرنسي ميشال بلاتيني الى القول بعدما شاهد هودل يلعب: "جريمة ان يحصل لاعب مثل هذا على 53 مباراة دولية فقط. لو كان فرنسياً لخاض 150 مباراة دولية على الاقل". وسيحاول هودل تعويض كل ما فاته من ألقاب عندما كان لاعباً وكم يود ان يبدأ الثأر في 14 تموز يوليو المقبل.